لفت انتباهي منشور توضيحي على منصة اكس ، تداولته خلال الأيام الماضية وسائل التواصل الإجتماعي الأخرى بشكل واسع ، يقول فيه صاحبة بأن إطلاق مصطلح (مشاهير) خطأ فادح وقع فيه الكثير من الناس ،في إشارة إلى مشاهير التواصل الإجتماعي الذين ملأوا الساحة ضجيجاً وجلبة على لاشيء ، التفاهات والهراء الذي أصبح ديدنهم. والصحيح - والحديث لصاحب المنشور - أن نطلق على هؤلاء مصطلح (مروجين ) وليس مشاهير ، بصفتهم أفراد وظيفتهم الأساسية الترويج للمنتجات والسلع التجارية لهدف معلوم وان إختلفت الطرق والأساليب.

في الحقيقة إن صاحب المنشور أصاب كبد الحقيقة ،وأنا أتفق معه فيما ذهب إليه من إسقاط هذا الوصف عليهم إلى حد كبير. فالمشاهير وكما يقول هو في السياق نفسه بأنهم العلماء الذين أنجزوا إنجازات عظيمة للبشرية ،والكتاب الذين ألّفوا لنا الكتب الوفيرة ،والمهندسون الذين شيدوا لنا المدن ،وغيرهم من الذين أفنوا اعمارهم في طلب العلم وكابدوا معاناة الحياة ومشقة طلب المعرفة ،حتى بلغوا المجد وتبؤا مراتب علمية مرموقة ،في جوانب ومجالات مختلفة ، أولئك هم من يستحقون هذا اللقب ،وهم من يفترض أن نقتدي ونتأسى بهم، أما تلك الفئة المشار إليها،فوظيفتهم كما أسلفت هو الترويج للمنتجات، من خلال بعض الجمل والألفاظ الترويجية المخزية الخادشة للحياء والتي تنتشر بصورة مخيفة على منصات التواصل الإجتماعي تارة ، وكما يتضح هذا عبر التفسخ ونشر الإيحاءات المخلة بالأدب واستعراض أجسادهم ومن خلال إظهار مفاتنهم تارة أخرى، فيما الخلفية الثقافية لديهم جوفاء هشة ،ولاترتقي للمستوى الذي يمكن أن يطلق عليهم هذا المسمى ، إذا مااستثنينا بالطبع القلة القليلة أصحاب المحتوى الهادف،فالكثير منهم - مع كل أسف - فاقد لأهلية الشهرة الحقة، ولايملكون مقوماتها، فمصطلح (مروجين) و(مسوقين ) وغيرها من هذه المسميات هي الأجدر بهم والأنسب لهم .