ففي الشوارع وأمام المنازل والساحات المجاورة للمساجد في العديد من أحياء حائل، تحتضن الحواري تجمع العديد من المواطنين والمقيمين كبيرهم وصغيرهم بعد أن تزينوا ولبسوا ملابس العيد الفاخره، يمثلون تجمعات أخوية تسودها مظاهر المحبة لتبادل التهاني وإظهار الفرح والابتهاج بعيد الفطر السعيد، حيث يجتمعون معاً في صور تؤكد على التمسك بالمورث والتقاليد و عمق الترابط والتآخي والتلاحم والحب والوفاء في أحياء وميادين المنطقة لتقديم القهوة والشاي والتمر والحلويات المتنوعة التي تم تحضيرها مسبقاً لاحتفالات العيد.
ثم يبدأ أهالي الأحياء بإخراج وجبات " العيد " المتنوعة إلى مقر تجمع أهالي الحي ويتناول الجميع إفطار العيد، يشاركهم فرحة العيد كل من حضر من عابري السبيل والمقيمين في صورة جميلة مميزة، حيث يتناول الحضور الموائد بطابع الانتقال من صحن إلى آخر بين البوادي والموائد لضمان مشاركة جميع أطعمة أهالي الحي، على خلاف الطرق التقليدية، فيما تجتمع نساء الحي داخل أحد المنازل الذي تقام عنده مائدة العيد لتبادل التهاني وتناول طعام العيد.
وبعد أن تنتهي تلك الاحتفالات في الأحياء مع الجيران والأصدقاء وتبادل تهاني العيد فيما بينهم، ينتقل الأهالي لزيارة ذويهم من الأقارب وكبار السن لتهنئتهم ومشاركتهم طابع وفرحة عيد الفطر المبارك، ثم يشارك الأهالي من محبي الموروث الشعبي الفرق الشعبية التي تظهر الأهازيج والألوان التي تشتهر بها المنطقة مثل السامري والعرضة للتعبير عن فرحة العيد من خلالها وتؤكد جزءاً من المشاهد الأصيلة في الأحياء القديمة والتي ما زالت تتوارث في الأحياء الحديثة بكل ألفة ومحبة اجتماعية تنتقل من جيل إلى آخر، ولا يزال سكان حائل ومحافظاتها يحافظون على هذه العادات القديمة ويتمسكون بها.