{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

في هذه الآية الكريمة عظيمَ جريمة الخيانة وآثارها السيئة على النفس والمجتمع.

ومن أقوال (نابليون بونابرت) الإمبراطور الفرنسى 1769-1821م الذى خاض معارك عديدة وحينما استعصت عليه النمسا وخرج منها بهزيمة فادحة فى معركة آسبرن التى خاضتها جيوشه، وكان السبب فى ذلك الأمر وعورة المنافذ الجبلية وخطورة تضاريسها، أمر الإمبراطور بالبحث عن جاسوس يساعدهم على اقتحام المنطقة وبالفعل عثروا على رجل نمساوى يعمل بالتهريب، وتم الاتفاق معه مقابل حفنة من المال. وقام بمدهم بالمعلومات وعندما تم النصر لنابليون، بفضل هذه المعلومة القيمة، أراد ذلك الجاسوس الخائن مصافحة الإمبراطور نابليون بونابرت فقال له «يد الإمبراطور لا تصافح الخونة»! وإزاء استغراب جنوده من تصرفه قال لهم: «الخائن لوطنه كالسارق مال والده، ليطعم به اللصوص، فوالده لن يسامحه، واللصوص لن تشكره».

سحقًا لكل غدار وبعدا لكل خائن (لم تكن لمشاعر الناس في بلده أي اعتبار لديه)، سحقًا وبعدًا ولعنة على الخائن الذي نقض عهده ووعده، ولم يوف بقسمه بأن يكون محافظًا على أمن هذه البلاد المباركة، حافظًا لأسرارها لا يكشف منها للعداء أي سر.

سحقًا وبعدًا لكل خائن وغدار أصبحت بلاده سلعة رخيصة لديه يزايد عليها ويتاجر بها.

سحقًا وبعدًا لخائن غدار لم يضع نصب عينيه سلامة أهل بلده من أثر خيانته وغدره.

يا خائنًا، أتبيعُ نفسَك لقمةً

فيلوكها علجٌ ومبدؤهُ نتنْ

ماذا جنيت سوى الدناءةِ والردى

وبقبحِ فعلكَ أنت منبوذٌ عفنْ

عندما تكون نفسك ضعيفة هينة، خائنة منتنة، قد غاب عنها الوفاء بالعهد، وباعت شرفها بعفن زائل، تاهت في دروب الغي والزلل، وتناست أن تراب الوطن طاهر جلل، فليعلم أن نفسه أصبحت كسيرة، وأن الهلاك مصيره.

من خانَ دينَ الله خانَ مليكَه

ويخونُ موطنَه ويخضعُ للوثنْ

من باعَ نفسَه للكلابِ رخيصةً

يأتيه ليلٌ مظلِمٌ وبه يُجَنْ

أيها الخائن قبل أن تنوي الخيانة قف ثم فكر (ستخسر نفسك ثم تفقد قيمتك كإنسان ثم تفقد أهلك وبعدها تخون وطنك الذي أقسمت وعاهدت الله أولا ثم ولاة أمرك ألا تبوح بسر من أسراره) {إن الله لا يحب الخائنين}، {إن الله لا يحب كل خوان كفور}.

ومما يجعل الخيانة علقمًا مرًا (أنها لا تأتي من الأعداء) بل من بيننا ومن أهلنا. إنك أيها الخائن لا عهد لك ولا ذمة، ولا يوثق بك ولا تؤتمن، قال صلى الله عليه وسلم-: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» (رواه أحمد ).

يقول الشاعر (علي الدهمي):

«إلا الخيانة للوطن ما في لطعنتها دواء

ومن يخون الموطن الغالي يجب تقطع يديه

اللي يخون أرضه وعرضه عاش منهار القوى

يبحث ولا يلقا وطن بالحب قلبه يحتويه

لا عاش من خان الوطن ولا ارتفع له مستوى،

ويظل سلعة بايرة في السوق ماحد يشتريه.. "

اللهم احفظ بلدنا من شر الأشرار وكيد الفجار وكل خائن عميل يا رب العالمين.