الهوية الوطنية توحد الصفوف وتذيب الفوارق بين أبناء المجتمع مهما تنوعت خلفياتهم، وهذه الوحدة تمثل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الوطني، لأنها تبني جسور الثقة والتعاون وتضعف محاولات بث الفرقة أو التحريض. الهوية الوطنية الحقيقية لا تغرس فقط في الكتب، بل تُصنع في القلوب وتُترجم في السلوك. المواطن الذي يشعر بهويته هو مواطن مسؤول، يحمي وطنه ويبلغ عن المشتبه بهم، ويشارك في التنمية، ويقف سدًا منيعًا أمام كل من يحاول تهديد أمن الوطن.
الإرهاب والتطرف والانحراف والإدمان وحروب الجيل الرابع، كلها تهديدات حديثة لا تُواجه فقط بالسلاح، بل تحتاج إلى هوية راسخة تُحصن المجتمع من الداخل. ومن هنا تأتي أهمية تعزيز الهوية الوطنية كأداة وقائية وفاعلة في صلب منظومة الأمن الوطني.
حينما تحافظ الدولة على هويتها، فإنها تعزز أمنها وتصنع لنفسها شخصية مستقلة قادرة على الوقوف بثبات في مواجهة الرياح العالمية. فالأمن الوطني لا يتحقق فقط بالقوة العسكرية، بل يبدأ من داخل الإنسان، من قلب يحمل هوية، وعقل يدرك مسؤوليته، وسلوك يعكس وعيه وانتماءه.
الهوية الوطنية ليست فقط حماية للماضي، بل هي استثمار في المستقبل، وضمانة لاستدامة التنمية والأمن والازدهار.