جهود جماعية
في كلمته الترحيبية، أشاد دحلان بالحضور وبمكانة الفنان أحمد فلمبان، الذي وصفه بأحد روّاد الحركة التشكيلية في المملكة، مستعرضًا جانبًا من مسيرته الإبداعية الطويلة، ومشيرًا إلى علاقته الممتدة به منذ سنوات.
من جانبه، عبّر الفنان أحمد فلمبان عن شكره وتقديره للدكتور دحلان على هذه المبادرة الثقافية، مثمنًا دعمه المستمر، ومؤكدًا أن الكتاب يمثل ثمرة جهود جماعية تهدف إلى توثيق مسيرة الفن التشكيلي السعودي، وتسليط الضوء على منجزاته وتحولاته.
معارض وملتقيات
ويستعرض الكتاب أبرز المحطات في تاريخ الفن التشكيلي في المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، متتبعًا مراحل تطوره منذ تأسيس الهيئات والمؤسسات المعنية، مرورًا بتنظيم المعارض والملتقيات المحلية والدولية، وانتهاءً بوصول الفن السعودي إلى خارطة الفنون العالمية، كما يُبرز الكتاب دور الحركات الفنية المعاصرة وعلاقتها بالمشهد العالمي، مشددًا على أهمية الفن كرافد تنموي وثقافي يسهم في تعزيز الهوية الوطنية والاقتصاد الإبداعي.
ويُعد هذا الإصدار امتدادًا لكتاب «فن في نصف قرن»، حيث يتضمن السير الذاتية لـ671 فنانًا وفنانة، في محاولة لتوثيق تجاربهم وحفظها من الاندثار في ظل غياب مرجعيات رسمية ومعايير موحّدة للتوثيق، وقد أشار المؤلف إلى وجود عدد كبير من الفنانين الذين لم يتم التعرف عليهم بعد، مؤكدًا الحاجة الماسة لجمع بياناتهم قبل ضياعها.
ويحتوي الكتاب أيضًا على توثيق لـ68 فنانًا وفنانة رحلوا عن عالمنا، إلى جانب فهرس شامل يضم بيانات 18.695 فنانًا سعوديًا، مع أرقام ملفاتهم ضمن قاعدة بيانات وطنية.
حراك إبداعي
من جهته، أوضح الدكتور فهد الشريف، عضو هيئة التدريس ومدير النشاط الثقافي بالجامعة، أن تدشين الكتاب يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الثقافية والفنية التي تنظمها الجامعة على مدار العام، في إطار دعمها للحراك الإبداعي في المملكة.
واختُتم الحفل بمشاركة فنية متميزة من الموسيقار مدني عبادي، الذي أضفى بأدائه طابعًا موسيقيًا راقيًا، تفاعل معه الحضور وأثرى أجواء المناسبة الثقافية.