ويرجع ذلك إلى أن كثيرًا من الفتيات لم يدركن أن التاتو يدوم سنوات طويلة، ويحتاج إلى جلسات ليزر متعددة ومؤلمة لإزالته، إذ تغفل بعض مختصات التجميل عن توضيح هذه المعلومات عند التنفيذ، مكتفيات بالترويج للنتيجة الجمالية الفورية دون الإشارة إلى المضاعفات، وصعوبة الإزالة لاحقًا. ومع تغيّر الموضات وتبدّل الأذواق، بدأت مشاعر الندم تتزايد، لتكتشف الفتيات أن ما بدا خيارًا جماليًا في البداية، أصبح عبئًا دائمًا يتطلب تكلفة وجهدًا كبيرين للتخلص منه.
تجارب شخصية
تروي شهد العتيبي تجربتها قائلة إنها كانت ترى التاتو رمزًا للتميز، لكن مع مرور الوقت تغير لونه وأصبح مزعجًا، ما دفعها إلى قرار إزالته. غير أنها فوجئت بارتفاع الأسعار، إذ تبلغ تكلفة الجلسة الواحدة نحو 350 ريالًا، وتحتاج الإزالة إلى جلسات ليزر عدة. وأضافت أن السعر يختلف من مركز لآخر، وقد يصل في بعض الأماكن إلى 400 ريال للجلسة.
أما فاطمة القحطاني فأشارت إلى أن مراكز التجميل تبالغ في أسعار جلسات إزالة التاتو بسبب الإقبال الكبير من الفتيات أخيرًا، مبينة أن العملية تتطلب من 3 إلى 5 جلسات، لتحقيق نتائج مرضية، ولا تقل تكلفة الجلسة الواحدة عن 350 - 400 ريال. وأكدت فتيات أخريات أن القرار مكلف وصعب، إذ تتطلب الجلسات مراحل متعددة بالليزر، تمتد لأشهر عدة حتى تختفي آثار الحبر تمامًا.
أخصائيات تجميل
توضح رنا مبارك، أخصائية تجميل، أن أسباب الإقبال على الإزالة متعددة، أبرزها الندم على الاختيار أو تغيّر الموضة، بالإضافة إلى عوامل اجتماعية ودينية تدفع بعض الفتيات إلى تفضيل مظهر أكثر تحفظًا. كما تلعب الأسباب النفسية دورًا كبيرًا، فالكثير من الفتيات يربطن التاتو بمرحلة أو تجربة معينة، وحين تتغير الظروف يرغبن في التخلص منه كبداية جديدة.
وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في زيادة الوعي بمخاطر التاتو الدائم، مثل الحساسية والتصبغات والتشوهات الجلدية، مشيرة إلى أن الطلب على الإزالة ارتفع بشكل ملحوظ خلال العام الحالي. وأكدت أن الظاهرة تعكس تغيرًا ثقافيًا وجماليًا نحو مفهوم أكثر وعيًا للجمال والهوية الشخصية.
وأوضحت سميرة وائل، أخصائية تجميل أخرى، أن إزالة التاتو بالليزر تتطلب جلسات عدة تختلف بحسب نوع البشرة وعمق اللون، وقد تصل إلى ست جلسات أو أكثر، بتكلفة تتجاوز 2000 ريال في بعض المراكز المتخصصة.
تحذيرات طبية
حذّر استشاري الأمراض الجلدية الدكتور عبدالله حسن من إجراء عمليات الإزالة في مراكز غير مؤهلة، لما قد تسببه من التهابات أو تشوهات دائمة، مؤكدًا أهمية استشارة الطبيب المختص قبل الخضوع لأي إجراء تجميلي.
وأوضح أن عدد الجلسات يختلف حسب عمق الحبر ولونه، فالألوان الداكنة تُزال عادة بسهولة أكثر من الفاتحة، مشيرًا إلى أن النتائج ليست فورية، وقد تبقى آثار طفيفة تزول تدريجيًا مع العناية المناسبة بالبشرة.
واختتم حديثه بالتنبيه إلى أن هذه الظاهرة تعكس وعيًا متأخرًا بأهمية التفكير قبل اتخاذ قرارات تجميلية دائمة، فـ«ما يبدو جميلًا اليوم، قد يصبح مصدر إزعاج غدًا».
يُستخدم التاتو (الوشم) لأغراض جمالية وشخصية متعددة، أبرزها:
•رسم الحواجب أو الشفاه بشكل دائم، لإبراز الملامح وتحديدها.
•إخفاء العيوب الجلدية أو آثار الجروح بطريقة فنية.
•التعبير عن الذات أو المراحل الحياتية من خلال الرموز أو الأشكال.
•استخدامات تجميلية مؤقتة في المناسبات، خاصة لدى الشابات.