يهدف الملتقى إلى إبراز عناية الدولة بالحرمين الشريفين، وتعزيز المعرفة حول مآثر الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلمية والعملية، والإفادة منها في مجالات العلم والقضاء، إلى جانب إحياء سيرته في المسجد النبوي وتعريف الأجيال المعاصرة بمكانته وإسهاماته، وإبراز أثره في المجتمع من خلال مبادراته الاجتماعية والخيرية، وتسليط الضوء على دوره في نشر القيم والآداب وتعزيز التعايش في مجتمع المدينة المنورة.
وعملت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على جمع وتوثيق المعلومات والدراسات المتعلقة بسيرة الشيخ عبدالعزيز بن صالح، بما في ذلك مراجعة خطبه وتلاواته وإعادة نشرها للعامة. ويضم الملتقى تسع جلسات علمية بمشاركة 53 باحثًا ومهتمًا، تُعرض خلالها 35 ورقة بحثية تتناول سيرته وأثره ودور أئمة المسجد النبوي في المجتمع المديني.
كما شُكّلت لجان متخصصة لتنظيم اللقاءات العلمية، وإطلاق الخطة الإعلامية للملتقى، وتوثيق أبرز مآثر الشيخ خلال إمامته للمسجد النبوي وعمله في سلك القضاء بمحاكم المدينة. ويشارك في الملتقى عدد من الباحثين وأفراد أسرته للحديث عن سيرته، في مبادرة تُعدّ توثيقًا لسيرة أحد أبرز رموز المدينة المنورة العلمية والاجتماعية.
وُلد الشيخ عبدالعزيز بن صالح في المجمعة عام 1329هـ، وحفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة، واشتهر بصوته العذب وخطبه المؤثرة وذكائه المتميز. تولّى إمامة المسجد النبوي عام 1368هـ، ثم أصبح خطيبًا له عام 1373هـ، كما شغل عضوية هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للقضاء، ورئاسة محاكم المدينة المنورة. وفي عام 1363هـ صدر أمر الملك عبدالعزيز بتعيينه قاضيًا لمحكمة المدينة، ليستمر في خدمة القضاء والإمامة حتى وفاته عام 1415هـ.