تخرج من منزلك، بعد ساعات من النوم الكافي، واللقمة اللذيذة، تمتطي سيارتك، تسمح لصوت «محمد عبده» ينساب بهدوء: «سنين مرّت وأنا ما أدري عن الأيام»!، تسير بالسيارة بهدوء، رائحة كريهة تنبعث من ناصية الشارع، تتجاهلها وتواصل: «يقولوا تفرّق الأحباب».. فتجد السيارة التي أمامك تستعمل الفرامل على فترات دون سبب.. «وأنا أقول القمر ما غاب».. أمامك مياه آسنة، مراهق يمر من جوارك مسرعًا لحبط محاولاتك تجاوز المياه القذرة، تصل «اليوتيرن» فتجد طابورًا طويلًا من السيارات لا مبرر لوقوفهم!، الشارع المعاكس شبه خالٍ، واليوتيرن يتسع لأكثر من سيارة!، ولكنهم قرروا أن يتخذوا طابورًا.
(2)
تقاتل من أجل الاحتفاظ باتزانك وهدوئك، في الشارع العام اختناق مروري، بسبب تلامس بسيط بين سيارتين، يعرفون جيدًا عن نظام «صوّر وحرّك» المروري، ولكنه «العناد!»، تتجاوز هذا الاختناق المروري، بعد وقت طويل، لاختناق آخر!، ماذا هناك؟!.. لا شيء، ولكن الناس تسير بهدوء قاتل وكأنها بلا عمل، ولا أمل.
(3)
الشوارع محبطة، ولا مبرر لكل هذا الاختناق المروري، ولدينا الإمكانات، والقدرة، على التخلص منه وبسرعة، ولكن!
(4)
عدم إتقان القيادة ورطة في المدن الكبرى، وبين «السائق الأجنبي» و «ست الحسن والدلال»، أصبحت الشوارع لا يطاق. وتكاتف «المرور» مع «الأمانة» ينهي الأزمة!
(5)
يقول شاب: «أحاول أن أكون رومانسيًا وأنا أستمع للأغنية في السيارة فتارة يُخيّل لي أنني في حفلة؛ وأمامي جمهور، وجميلات يستمعن، وتارة أتخيل الحبيبة، ولكن الشارع لا يساعد».
(6)
«السائق الأجنبي» و«ست الحسن» يسيران ببطء شديد يعيق الحركة. سألتُ مرة فتاة: «لماذا تسيرين كالسلحفاة؟!»، قالت – بعبوس وتغنج -: «من الذي يسدد المخالفة يا ذكي!»، قلت: «ولكن السرعة المحددة في الشارع 100كم»، فصمتت قليلًا ثم انفجرت قائلة: «ما عندك أخوات أنت»؟!