1- أن سمو ولي العهد عندما غادر الرياض متجهًا إلى واشنطن لم يكن يحمل ملفًا سعوديًا فحسب بل حقيبة شرق أوسطية كاملة.
2- أن سموه يولي الأوضاع في دول الجوار خاصة، وكل الدول التي تربط المملكة بها روابط الدين والعروبة والصداقة بشكل عام، جلّ اهتمامه وحرصه أيده الله على استقرار تلك الدول وإحلال الأمن فيها وانهاء الصراعات التي لا طائل منها.
3- الثقة التي تبوأ سموه منها مكانًا عليًا بين زعماء وقادة العالم، فقد نال سموه جائزة الشخصية المؤثرة عالميًا لأعوام متتالية لمواقفه واتصافه بالوفاء والتضحية وخدمة الإسلام والعروبة. والتاريخ شاهد على أن المملكة هي الحصن الآمن في كل الأوقات، ولا غرابة في ذلك فسموه حفيد أبي الدولة الذي استعاد ملك آبائه وهو لم يصل السادسة والعشرين من عمره، وهو ابن ملك الحزم والعزم. وذكرت ذلك في مقال سابق لي تحت عنوان «إنها السعودية يا سادة» كتبته هنا في هذه الصحيفة الغراء في عددها الذي تزامن مع احتفاء المملكة بيومها المجيد هذا العام، من أن الاصطفاف الأممي خلف الرياض برهان على هيبة السيادة وبراعة القيادة جعلت من عاصمة بلادي مركزًا للقرار الأممي. أما ما يخص إبرام الاتفاقيات الثنائية بين البلدين خلال هذه الزيارة التاريخية لسموه لواشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي بعد استقبال مهيب ما بين دوي المدافع في الأرض وأزيز الطائرات في السماء، وتحديدًا الاقتصادية منها فإن ضخامة الأرقام تعود إلى متانة العمل المنظم في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي، وهنا يستذكر التاريخ كلمة لوزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل رحمه الله في أحد اجتماعات المجلس في نيويورك عام 2004م، حيث قال سموه «إنه يعمل في المملكة اكثر من 230 شركة أمريكية في العديد من المجالات الصناعية والخدمية لتكون الاستثمارات الأمريكية هي الأعلى بين الاستثمارات الأجنبية بالمملكة»، أما اليوم بل منذ زمن وفي خطوة غير مسبوقة عمل سمو ولي العهد حفظه الله على أن تكون الرياض مقرًا لكبرى الشركات الأمريكية والعالمية. وبهذا تكون المملكة خارج ما جرت عليه العادة، حيث جرت على أن علاقات الدول ببعضها تمر بمراحل ضعف وقوة وأحيانًا إلى القطيعة، إلا أن علاقات المملكة من قوة إلى قوة (+). وهذا ما يؤكد أن الرؤية الخلاقة أجادت صياغة التنمية الجديدة والمتجددة.