وفقا لتقرير حديث صادر عن المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر «شمس»، فإن هذه الأرقام تمثل إنذاراً مبكراً يستدعي التحرك لضمان أن تبقى الشعاب المرجانية مورداً جمالياً واقتصادياً للأجيال القادمة.
السياحة البيئية
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ليست مجرد ثروة طبيعية، بل هي ركيزة أساسية للسياحة البيئية في المملكة، تجذب الغواصين والباحثين عن الجمال الطبيعي. غير أن الأرقام المسجلة حول وفرة اللافقاريات تكشف عن تهديدات محتملة قد تؤثر على استدامة هذا القطاع. فالمناطق التي سجلت كثافات عالية للقنافذ، تجاوزت في بعضها 250 إلى 400 فرداً، قد تواجه تغيرات في طبيعة الركيزة، وهو ما ينعكس على المشهد السياحي تحت الماء ويهدد جاذبية التجربة السياحية.
التوازن البيئي
تؤدي القنافذ البحرية دوراً مزدوجاً؛ فهي تسيطر على نمو الطحالب، لكنها في حال كثافتها المفرطة قد تسبب تآكل الركيزة المرجانية. أما نجم البحر تاج الأشواك، فرغم ظهوره المحدود نسبياً، إلا أن وجوده بكثافات تصل إلى 15 فرداً في بعض المواقع يثير مخاوف من تراجع الغطاء المرجاني إذا لم تتم مراقبته والسيطرة عليه. هذه الأرقام تكشف عن معادلة دقيقة بين عناصر النظام البيئي، حيث يمكن لأي خلل أن يغير ملامح الشعاب المرجانية بشكل جذري.
أبعاد اقتصادية
تأثير هذه الديناميكيات البيئية لا يقتصر على الجانب البيئي فقط، بل يمتد إلى الاقتصاد الأزرق والسياحة المستدامة. فالشعاب المرجانية تمثل مورداً اقتصادياً مهماً، وأي تراجع في صحتها قد ينعكس على عوائد السياحة البحرية. اللافت أن المواقع ذات الكثافات المرتفعة للقنافذ تتزامن غالباً مع الأعماق الضحلة (2–5 متر)، وهي الأعماق الأكثر زيارة من قبل السياح، مما يجعل التحدي أكثر وضوحاً ويضاعف من المخاطر الاقتصادية.
المستقبل المستدام
أكد غواصون وباحثون في البيئة البحرية أن: الحفاظ على الشعاب المرجانية يتطلب خططاً متكاملة تشمل المراقبة المستمرة، وإدارة الأنواع المؤثرة مثل القنافذ وتاج الأشواك، إلى جانب تعزيز الوعي السياحي والبيئي. الأرقام الواردة في تقرير «شمس» تشكل إنذاراً مبكراً يدعو إلى التحرك لضمان أن تبقى الشعاب المرجانية مصدر جمال طبيعي وموردا اقتصاديا مستداما، يوازن بين حماية البيئة وتعزيز السياحة.
أعلى كثافة قنافذ: تجاوزت 400 فرداً في بعض المواقع
أعلى كثافة تاج الأشواك: وصلت إلى 15 فرداً
متوسط درجة حرارة المياه: 31–33 °C
الأعماق الأكثر كثافة: 2–5 أمتار
المواقع الأكثر حساسية سياحياً: الأعماق الضحلة القريبة من مناطق الغوص