المسار السعودي
في هذا السياق العالمي، تقدم بيانات المملكة العربية السعودية لعام 2025 صورة مختلفة في مستواها، وتشير المؤشرات إلى أنها تُقرأ في ضوء الاتجاه العام من حيث التغير التدريجي في أنماط الإنجاب. وتشير مؤشرات مسح صحة المرأة والطفل إلى تباين واضح بين الأجيال، حيث تسجل النساء في الفئات العمرية الأكبر مستويات إنجاب أعلى، مقابل معدلات أدنى لدى الفئات الأصغر سنًا، بما يعكس تحوّلًا تدريجيًا في السلوك الإنجابي. ويؤكد هذا التباين أن الخصوبة في المملكة لا تزال ضمن النطاق المرتفع مقارنة بالعديد من الدول، مع ظهور مؤشرات واضحة على إعادة تشكيل أنماط الأسرة وتوقيت الإنجاب.
تأجيل الإنجاب
من المؤشرات اللافتة ارتفاع متوسط العمر عند الولادة الأولى مقارنة بالأنماط السابقة، وهو تطور يرتبط بتوسع فرص التعليم والعمل وتحسن الوعي الصحي، ويُعد سمة من سمات المجتمعات التي تمر بمرحلة إعادة تنظيم أولويات الأسرة.
مؤشرات صحية
بالتوازي مع هذه التغيرات، تُظهر البيانات السعودية تقدمًا صحيًا متقدمًا في رعاية الأم والطفل. فقد تجاوزت نسبة النساء اللواتي تلقين أربع زيارات على الأقل للرعاية السابقة للولادة 88 %، بمتوسط بلغ 7.8 زيارات، فيما تُجرى الغالبية الساحقة من الولادات داخل منشآت صحية، وتحت إشراف طبي مهني تصل نسبته إلى 99.9%. كما تعكس الممارسات المصاحبة للولادة، مثل التجفيف الفوري للمولود والتواصل الجسدي المبكر بين الأم والطفل، مستوى متقدمًا من تبني الأساليب الصحية الحديثة الداعمة لنمو الطفل واستقرار الأسرة.
سلوك أسري
تظهر التحولات الاجتماعية المصاحبة لهذه المؤشرات في ارتفاع استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى نحو 29.5% بين النساء المتزوجات، مع تنوع في الوسائل المستخدمة بين قصيرة وطويلة المدى. وتشير البيانات كذلك إلى تزايد استقلالية المرأة في اتخاذ القرارات الصحية المتعلقة بالإنجاب، بما يعكس ارتفاع مستوى الوعي الصحي والأسري، دون تعارض مع القيم الاجتماعية الراسخة.
مقارنة دولية
عند المقارنة مع التجربة الأوروبية، تتضح الفروق الكمية بجلاء، مقابل تشابه جزئي في بعض العوامل المؤثرة، مثل تغير أنماط العمل وارتفاع تكاليف المعيشة وتبدل أولويات الأجيال الجديدة. غير أن المسار السعودي يظل مفتوحًا على خيارات متعددة، بحكم اختلاف البنية الاجتماعية والديموغرافية، وتوافر منظومة داعمة للأسرة والصحة والتعليم.
• انخفاض ملحوظ في معدلات الخصوبة عالميًا منذ منتصف القرن الماضي
• أوروبا وآسيا المتقدمة تسجلان أدنى المستويات بين 1.0 و1.5
• تراجع تدريجي في معدلات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى نحو 2.4
• الإشراف الطبي الماهر على الولادات يصل إلى 99.9%
• استخدام وسائل تنظيم الأسرة يبلغ 29.5%
• المرحلة المقبلة تتطلب مواءمة التحول الاجتماعي مع الاستدامة السكانية وجودة الحياة