الموقع الجيوسياسي
ويتمتع السودان بموقع إستراتيجي في شمال شرق أفريقيا، ويتقاطع مع مصالح مباشرة لسبع دول مجاورة، أبرزها مصر وإثيوبيا وتشاد، هذا التشابك الإقليمي يجعل استقرار السودان أولوية جماعية، خاصة فيما يتعلق بأمن الحدود ومياه النيل وحركة اللاجئين، في المقابل، عانت أفغانستان
تاريخيًا من موقع جعلها ساحة لصراعات دولية طويلة الأمد دون إطار إقليمي متماسك قادر على فرض الاستقرار.
طبيعة الصراع
وينبع النزاع السوداني من خلاف على إدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام عمر البشير، بين مؤسستين عسكريتين كانتا شريكتين في الحكم، وهو صراع على السلطة والموارد، لا على مشروع أيديولوجي شامل، ما يترك هامشًا أكبر للحلول التفاوضية، خاصة مع المساعي الأخيرة لوقف الحرب والانخراط في مسارات سياسية بدعم إقليمي، من بينها التحركات المرتبطة بالسعودية.
البعد الأيديولوجي
وعلى عكس التجربة الأفغانية التي ارتبطت بنمط حكم أيديولوجي صارم أدى إلى عزلة خارجية، يفتقر النزاع السوداني إلى خطاب أيديولوجي موحد، ورغم وجود أبعاد عرقية ومناطقية، لا سيما في دارفور، فإن الصراع يظل عمليًا في جوهره، ما يفتح المجال أمام تسويات سياسية وتدخلات مدنية.
حضور المجتمع الدولي
ولم يشهد السودان انسحابًا دوليًا شاملا على غرار ما حدث في أفغانستان عام 2021، بل لا يزال تحت رقابة دولية مكثفة، مع تحركات أممية وإقليمية تتعلق بالمساءلة وحماية المدنيين، وهو ما يعكس استمرار الاهتمام الدولي ومنع الانزلاق نحو عزلة مطلقة.
رغم خطورة المشهد السوداني وتعقيداته، فإن اختلاف السياق الجيوسياسي، وطبيعة الصراع، واستمرار الانخراط الإقليمي والدولي، عوامل تجعل تكرار السيناريو الأفغاني أمرًا غير مرجح، وإن ظل وقف الحرب شرطًا أساسيًا لمنع مزيد من التدهور.
انسداد سياسي
ويواصل السودان انزلاقه في صراع مسلح مفتوح بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط غياب أفق سياسي واضح لوقف القتال، وتتسع رقعة المواجهات في عدد من الولايات، لا سيما في دارفور والخرطوم ومحيطها، مع تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن النزوح الواسع وانهيار الخدمات الأساسية، وبرغم الجهود الإقليمية والدولية لإحياء مسارات التفاوض ووقف إطلاق النار، لا تزال المبادرات الدبلوماسية تصطدم بتباين المواقف وانعدام الثقة بين أطراف النزاع، فيما يواجه المدنيون العبء الأكبر من تداعيات الحرب المستمرة.
استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والخدمية.
نزوح داخلي واسع النطاق وتزايد أعداد اللاجئين.
تعثر المسارات السياسية وغياب تسوية قريبة.
تصاعد القلق الإقليمي والدولي من تداعيات الصراع.