وكشفت بيانات تقرير حديث صادر عن المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر «شمس» لمسح المواقع المعروفة لتعشيش السلاحف البحرية في البحر الأحمر أن التهديد الأكبر الذي يواجه هذه الكائنات المهددة بالانقراض ليس الافتراس الطبيعي، أو التلوث الضوئي، بل هو الحطام البحري.
وأظهر التحليل أن 8291 مسحا من إجمالي المسوحات التي شملت تقييم التهديدات سجلت وجود الحطام البحري، وهو ما يمثل نسبة تزيد عن 95% من المواقع التي تم تقييمها.
هذا الانتشار الكاسح للحطام، الذي يشمل البلاستيك وشباك الصيد المهملة وغيرها من المخلفات، يضع ضغطا هائلا على الشواطئ التي أكدت البيانات أنها ما زالت ملائمة للتعشيش في أكثر من 8100 موقع، مما يهدد بشكل مباشر جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري في المنطقة.
انتشار التهديد
حسب التحليل يتجاوز تهديد الحطام البحري كل التهديدات البيئية الأخرى التي تواجه السلاحف البحرية. ففي الوقت الذي سجل فيه الافتراس الطبيعي 6459 حالة، والتلوث الضوئي 2982 حالة، ظل الحطام البحري هو القاسم المشترك في الغالبية العظمى من المسوحات الميدانية.
هذا الانتشار لا يقتصر على منطقة بعينها، بل يمتد ليشمل جميع المناطق التي شملها المسح، من جنوب البحر الأحمر إلى شماله، مما يؤكد أن المشكلة هي تحدٍ إقليمي يتطلب استجابة منسقة وعاجلة.
خطر على الأعشاش
وجود الحطام البحري في هذه النسبة الكبيرة من المواقع الملائمة للتعشيش (أكثر من 8100 موقع) يخلق بيئة معادية للسلاحف الأم وصغارها. فالسلاحف الأم قد تجد صعوبة في الوصول إلى الشاطئ أو حفر أعشاشها بسبب تراكم المخلفات، وقد يؤدي ابتلاع البلاستيك إلى وفاتها.
أما الصغار، فبمجرد خروجها من البيض، تواجه خطر التشابك في الشباك أو الحطام البلاستيكي، مما يعيق رحلتها المصيرية نحو البحر.
وعلى الرغم من أن البيانات تشير إلى تسجيل أعداد كبيرة من الأعشاش، خاصة للسلحفاة الخضراء (Cm) وسلحفاة منقار الصقر (Ei)، فإن استمرار هذا التهديد يضع مستقبل هذه الأجيال الجديدة على المحك.
مقارنة التحديات
بالمقارنة مع التهديدات الأخرى، يبرز الحطام البحري كأزمة إدارة نفايات أكثر منها تحديًا بيولوجيًا أو تنمويًا. ففي حين تتركز التحديات الأخرى مثل التلوث الضوئي بشكل خاص في وسط البحر الأحمر (2501 حالة) والصيد في جنوبه (2294 حالة)، فإن الحطام البحري يمثل تهديدا شاملا لا يعرف الحدود الإقليمية.
هذا التباين يفرض على الجهات المعنية إعادة ترتيب أولويات التدخل، حيث يجب أن تتصدر حملات التنظيف والإدارة المستدامة للنفايات البحرية قائمة الإجراءات الفورية، بالتوازي مع جهود مكافحة الافتراس الطبيعي الذي سجل 6459 حالة، والتخفيف من آثار التلوث الضوئي في المناطق الحضرية الساحلية.
تهديد متواصل
يمثل الافتراس الطبيعي الذي تقوم به الثعالب والطيور والسلطعونات وغيرها من المفترسات الساحلية خطرا لا يمكن القضاء عليه بالكامل، رغم كونه جزءا من التوازن البيئي. غير أن حجم التهديد المسجل يعكس ضغطا يفوق المعدلات الطبيعية، إذ وثّقت البيانات 3316 حالة افتراس في وسط البحر الأحمر، مقابل 3008 حالات في جنوب البحر الأحمر. هذا التقارب العددي يشير إلى نشاط مرتفع ومتواصل للحيوانات المفترسة على امتداد الشريط الساحلي، ما يتطلب برامج مراقبة دقيقة وتدخلات وقائية مستمرة خلال مواسم التعشيش.
انتشار إقليمي
يوضح التحليل أن الافتراس الطبيعي هو العامل الأكثر تأثيرا في المناطق التي تشهد أكبر كثافة لتعشيش السلاحف. ورغم وجود تهديدات أخرى كالتلوث الضوئي في الوسط أو نشاط الصيد في الجنوب، يبقى الافتراس الخطر المشترك والأشد تأثيرًا على بقاء الأجيال الجديدة من السلاحف.
وتثير هذه الأرقام تساؤلات حول فاعلية التدابير الحالية، وتدعو إلى اعتماد وسائل حماية متقدمة، مثل الأقفاص الشبكية، أو نقل الأعشاش المعرضة للخطر تحت إشراف متخصصين.
فوائد السلاحف البحرية
1. حماية النظام البحري
2. دعم الشعاب المرجانية
3. جزء من السلسلة الغذائية
4. تعزيز السياحة البيئية
5. مؤشر صحة المحيط
6. حفظ التراث الطبيعي
7. تدوير المغذيات البحرية