شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدا عسكريا لافتا تزامنا مع تحرّكات دبلوماسية مرتقبة، في مشهد يعكس استمرار التداخل بين المسار الميداني والجهود السياسية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ قرابة أربع سنوات. وجاءت التطورات الأخيرة قبل محادثات معلنة بين كييف وواشنطن، ما أعاد طرح تساؤلات حول مسار التصعيد وإمكانات التهدئة.

هجوم واسع

وأعلنت السلطات الأوكرانية أن العاصمة كييف تعرّضت، لهجوم صاروخي وجوي واسع النطاق، أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة. وأفادت التقارير أن الانفجارات دوّت في أنحاء متفرقة من المدينة لساعات، نتيجة قصف بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.


وبحسب المسؤولين، بدأ الهجوم في الساعات الأولى من الفجر واستمر مع طلوع النهار، مستهدفا مناطق سكنية وبنى تحتية مدنية، ما أدى إلى أضرار واسعة وانقطاعات في الكهرباء والتدفئة في عدد من الأحياء.

الرواية الروسية

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت خلال الليل «ضربة واسعة النطاق» باستخدام أسلحة موجهة بدقة بعيدة المدى، أطلقت من البر والجو والبحر، بما في ذلك صواريخ كينجال الفرط صوتية وطائرات مسيرة.

وقالت الوزارة إن الهجوم استهدف منشآت للطاقة وبنى تحتية تستخدمها القوات الأوكرانية والمؤسسات الصناعية العسكرية، مؤكدة أن العملية جاءت ردا على هجمات أوكرانية استهدفت، وفق وصفها، أعيانا مدنية داخل الأراضي الروسية.

كما أشارت موسكو إلى أن دفاعاتها الجوية أسقطت سبع طائرات مسيرة أوكرانية فوق منطقتي كراسنودار وأديغيا خلال الليلة نفسها.



حالة تأهب

وامتدت تداعيات الهجوم إلى دول مجاورة، حيث أعلنت قيادة القوات المسلحة البولندية أنها رفعت مستوى الجاهزية وأرسلت طائرات مقاتلة، مع إغلاق مؤقت لمطاري لوبلين وجيشوف القريبين من الحدود الأوكرانية.

وأكدت وارسو عدم تسجيل أي انتهاك لمجالها الجوي، فيما أوضحت هيئة الطيران المدني البولندية أن المطارين استأنفا عملياتهما لاحقا. ولم يتضح سبب حالة التأهب، خاصة أن الهجمات الروسية كانت موجهة نحو كييف، البعيدة نسبيا عن الحدود البولندية.

خسائر بشرية

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 519 طائرة مسيرة و40 صاروخا باتجاه أوكرانيا، مؤكدة أن العاصمة كانت الهدف الرئيسي للهجوم. وقالت السلطات المحلية إن أكثر من عشرة مبانٍ سكنية تضررت، وجرى إجلاء السكان من تحت أنقاض مبانٍ منهارة.

وأفاد مسؤولون بإصابة طفلين في الهجوم الذي استهدف سبعة مواقع داخل كييف، إضافة إلى العثور على جثة تحت أنقاض أحد المباني. كما اندلعت حرائق في عدة أحياء، بينها دنيبرو ودارنيتسيا وأوبولونسكي وهولوسيفسكي، وشاركت فرق الطوارئ في عمليات إخماد النيران وإنقاذ العالقين.

موقع القصف

وروى شهود عيان لحظات الهجوم، مشيرين إلى سماع انفجارات متتالية واندلاع حرائق في مبانٍ سكنية. وأكدت إحدى الساكنات أن الانفجارات بدأت قرب محطة لتوليد الطاقة الحرارية قبل أن تمتد إلى الأحياء المجاورة، ما تسبب بحالة من الذعر بين السكان.

تحركات زيلينسكي

وعلى الصعيد السياسي، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فلوريدا للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في إطار محادثات تهدف إلى بحث سبل إنهاء الحرب. وأوضح زيلينسكي أن جدول الأعمال يتضمن مناقشة الضمانات الأمنية والقضايا الإقليمية، بما في ذلك منطقتا دونيتسك وزابوريجيا.

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده ستمنح أولوية لمسألة الضمانات الأمنية، مشددا على رفض كييف الاعتراف بأي سيطرة روسية على أراضٍ أوكرانية. كما أشار إلى عزمه إطلاع القادة الأوروبيين على نتائج المحادثات مع الجانب الأمريكي.



هجوم روسي واسع على كييف قبيل محادثات أوكرانية أمريكية

موسكو تؤكد استهداف منشآت عسكرية وردا على هجمات أوكرانية

رفع الجاهزية العسكرية في بولندا دون تسجيل خرق جوي

توجه زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لبحث الضمانات الأمنية

استمرار الخلاف حول القضايا الإقليمية ومحطة زابوريجيا النووية.