أبها: الوطن

قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد ساترفيلد، إن إدراج الأخير لقوات الحرس الثوري الإيراني بقائمة الإرهاب، ليس نذيرا للصراع أو الحرب مع إيران، بل كانت خطوة أخرى اتخذتها الولايات المتحدة في حملتها الثابتة والشفافة، لتقييد قدرة المنظمات الإرهابية، مبينا أن هذه هي الطريقة، التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى الحرس الثوري، إزاء مواصلة عمله القاتل والتخريبي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، أمس، تحدث خلاله السفير ديفيد ساترفيلد، عن عدد من القضايا الإقليمية، معبرا عن تأييد بلاده لدور الأمم المتحدة في جميع مناطق الصراع بالشرق الأوسط، وعزمها المساعدة في دفع إطار سياسي للحل، وكذلك تأييد المبعوثين الخاصين بالأمم المتحدة، الذين يعملون في ليبيا وسورية واليمن، كون دورهم لا يقدر بثمن ولا يمكن الاستغناء عنه.

تركيا

وعن الشكوك التي أثيرت حول الانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا، أكد السفير ديفيد ساترفيلد، أن الولايات المتحدة تؤمن بأن الانتخابات والعملية الانتخابية الحرة والنزيهة والشفافة هي عنصر أساسي لأي ديمقراطية، مبينا أن واشنطن تراقب عن كثب ما ستسفر عنه الأحداث في تركيا.

وحول سؤال عن فشل الولايات المتحدة في إعادة توجه تركيا نحو روسيا، رفض السفيرساترفيلد الإجابة، قائلا «لست مسؤولا في هذه اللحظة عن الشؤون التركية».

سورية

وعن تأثير انسحاب القوات الأميركية من سورية، أشار السفير ديفيد ساترفيلد إلى قول الرئيس دونالد ترمب بأن القوات الأميركية ستبقى في شمال شرق سورية، ولن تنسحب جميع القوات الأميركية، كما أن الممثل الأميركي الخاص جيمس جيفري، يواصل مناقشاته مع قوات سورية الديمقراطية والسلطات التركية، للتوصل إلى ترتيب يضمن عدم خلق فراغ في شمال شرق سورية، ينتقل إليه الروس وقوات النظامين الإيراني والسوري، مبينا أن ذلك يحافظ على إمكانية بذل جهد مستمر وحاسم لتحقيق الاستقرار وحملة دائمة ضد فلول داعش.

ليبيا

وحول تطورات الأوضاع في ليبيا، قال السفير إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتابعان الأحداث في ليبيا عن كثب، ويؤيدون بشدة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة في محاولة التوصل إلى اتفاق سياسي والمصالحة السياسية هناك. وقال «لقد شاهدنا بقلق تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، لاسيما خلال الأيام القليلة الماضية، كما ندعو جميع الأطراف إلى النظر بعناية فائقة حول تأثير أفعالهم على المدنيين، ونتطلع إلى استئناف العملية السياسية.

وعن دعم مصر والإمارات العربية المتحدة، لقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، قال السفير ساترفيلد «أعتقد، أنهم مثلنا، يودون رؤية نهاية لعدم الاستقرار في ليبيا، وأن المهم في هذا الإطار هو جهود الأمم المتحدة، وأطراف الاتحاد الأوروبي المعنية بالصراع أو تعاني من هذا الصراع، وما نوع الحل المرجح أن يكون دائما.

وفي تعليقه عن تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، والتخفيف من بيان الاتحاد الأوربي، الذي أدان هجوم حفتر، قال السفير ساترفيلد «نحن نشعر بالقلق إزاء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية للمدنيين، كما أن ما تتطلبه ليبيا هو ترتيب سياسي، وهو ترتيب يتم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن، والذي يعمل على استقرار البلاد بطريقة دائمة، ويحل مشكلة استمرار الوضع الضعيف بشكل متزايد، على مدى عدة سنوات، حتى الآن، من سيطرة مليشيات متعددة على الموارد والأمن والسلطة السياسية.

إيطاليا وروسيا

وحول مدى أهمية دور إيطاليا فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وما هي العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيطاليا، فيما يتعلق بالأزمة الليبية، قال السفير ساترفيلد، أن لدى الولايات المتحدة حوار وتنسيق وثيقان للغاية مع جميع الدول الأوروبية الحيوية، التي تشارك في هذا الأمر، وهذا بالتأكيد يشمل إيطاليا، مشيرا إلى إدراك الولايات المتحدة للمخاوف الخاصة، التي لدى إيطاليا، بسبب قربها من الساحل الليبي.

وحول دور فرنسا على وجه التحديد، والذي اعتبر متناقضا، قال سأسافر إلى باريس لاحقا، وإن مناقشاتي حاليا كانت مع خدمة العمل الخارجي بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، غير أن ما أتحدث عنه هو رأي الحكومة الأميركية، وإننا نشعر بالقلق إزاء تزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

وعبر السفير ساترفيلد عن اعتقاده بأن الانخراط الروسي في هذا الصراع غير مفيد، وإنه تدخل خارجي نأمل أن ينتهي في أسرع وقت ممكن، معتبرا أن الدور الروسي «انتهازي»، ويحاول الاستفادة من المناطق الرمادية غير المحددة ومناطق الصراع ولا يقدم أي خير يذكر.

القضية الفلسطينية

وحول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما تردد عن ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، واحتمالات استئناف الولايات المتحدة لمساهمتها إلى الأونروا، والتعامل مرة أخرى، قال السفير ساترفيلد إنه لن يحاول شرح أو توضيح تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية، وأما فيما يخص جهود المساعدات الأميركية، فالكثير من ذلك يعتمد على الظروف، حيث إن استئناف المساعدة الأميركية سيأتي في إطار، ما يعزز مسيرة التقدم نحو السلام، لكن هذا الأمر يعتمد إلى حد كبير على الموقف الذي اتخذته السلطة الفلسطينية.

وأضاف أنه في حالة الأونروا، يعتمد الموقف الأميركي على عدد من العوامل بما في ذلك الإصلاحات الأساسية، والتي لم يتم تنفيذها في طريقة عمل الأونروا، وكيفية تحديد الأونروا لمجتمع عملها الذي تقدم له الخدمات.

وقال «سيتعين المضي في جميع تلك الخطوات، قبل أي قرار محتمل للولايات المتحدة، بشأن ما إذا كانت المساعدات قد يتم استئنافها».

من أقوال ساترفيلد

نؤيد عمل المبعوثين الخاصين بالأمم المتحدة الذين يعملون في ليبيا وسورية واليمن

واشنطن تراقب عن كثب ما ستسفر عنه الأحداث في تركيا

القوات الأميركية ستبقى في شمال شرق سورية

الانخراط الروسي في الصراع الليبي لايخدم أي غرض