أسعد عبدالكريم الفريح

وأنا أكتب مقالي الأسبوعي، اتصل صديقي فلان، وقطع عليّ حبل أفكاري، وبيني وبينكم أصل حبال أفكاري من الهواء دبنا، وسمعته يغني كورونا كل سنة مرة، وقبل ما يكمل قلت له «فال الله ولا فالك يا فلان، انت بعقلك، قال يا أخي مشكلتك تأخذ الأمور بجد، ودايما علي عجلة من أمرك، كنت أسمع، أغنية فيروز، زوروني كل سنة مرة، وخطر في بالي الفيروس اللئيم، واتلخبط دماغي وغنيت، هو يعني أنا بمدح الفيروس، ولا أبغى أشوفه أصلا، شكله يُفجع، وهو كدا زي الكرة القطنية التي يغرس الخياطون فيها مئة إبرة، وبعدين أنت ليش ما تسميني باسمي بدل فلان، قلت أنت إنسان صريح زائد عن اللزوم، ولسانك يكنس ويرش وما عندك لباقة، ولو قلت اسمك وأنت شغال انتقادات، يمكن أحد من الذين قاعد تحشّ فيهم يمسك عليك زلة، ويقيم عليك دعوى ويطالبك بتعويض، وانت ما حيلتك إلا اللظى. ردّ شوف أنا ما أسمع في الحق لومة نايم، قلت قصدك لايم، قال افهم اللي تفهمه، وقفّل علي هذا الموضوع بالضبة والمفتاح، وبفهمك اتصلت عليك ليه، أولًا بعطيك خلفية وتكفا لا تتريق علي، ترى من يوم بدا الحظر وأنا وأم العيال زي الشحم على النار، تعرف ما عندي شغلة ولا مهرة، وما في خرجة من البيت، وهي ما في إلا يا اخويا شوف لك صرفة، روح الملحق اقرأ لك كتاب ولا تفرج على التلفزيون، تراك أشغلتني، ايش طابخة، ايش الحلا الْيَوْمَ، الشاي بحبق مديني ولا نعناع طائفي، أقول لها فهمت بس إيش بها الشغالة مبرطمة، قالت زعلانة تبغي تسوي زي اللي قبلها اللي ضحكت علينا، وما لها إلا ستة أشهر، وقالت إن زوجها صار له حادث وقَعَدت تبكي، وحنينا بخاطرها وسافرت وأرسلت لنا أنه ما في زوجها ولا ضربة، وراحت علينا 15 ألف ريال حقت استقدامها ودفعنا نفس المبلغ عشان نستقدم غيرها، قلت لها يمكن هذي صادقة، ردت أبدا مو صحيح، وبعدين مين يعوضنا اللي صرفناه، يا ستي نشتكي للمكتب المختص قالت يا عيني من داري عنك ياللي في الظلام تغمز، أقلك الحين ماني فاضية لك، خلاص طلعت نخلة في راسي، الحقيقة كدت أصدق وشعرها عاقصته على فوق، كأنه نخلة بدون تمر طبعا أو نافورة، قلت لها أنا آسف هاتي رأسك أبوسه، قالت بلا بوس بلا هم، ساعتها افتكرت كورونا الله يكفينا شره بس آهو جا بفايدة، المهم راسي وألف سيف أني أطبخ السحور، واتصلت أبغاك تشوف لي حل في المشكلة اللي وقعت فيها، سويت أبوعرام وقلت للعيلة الليلة بسوي لكم كبسة، تاكلوا أصابعكم معاها، وأم العيال رفعت حاجبها وقالت سلامات أصابعهم، أصلا ما يجي منك شي طيب، يلا يا أولاد خلينا نشوف شطارة سبع البرمبة، رحت ولعت حطب عشان أوفر في فاتورة الكهرباء اللي صارت تهد حيل أجدع راتب، وكدت أسوي حريقة أشوى عندنا طفاية والله سلّم، ومع الربشة وواتسات من هنا وتويترات من هناك حاجة تشغل البال، كذب وإشاعات، ما يجيبوا إلا الأخبار الوحشة، وكأن الأخبار الطيبة بح، المهم رحت حطيت بدل الملح، سكر، إيش رأيك، دلني يا مستشار. قلت له ما تدورني الا لما تطيح يا فصيح وقاعد تغني كمان كورونا كل سنة مرة، رد يا اخويا بموه عليهم، المهم إيش أسوي قلت قدّمه كما هو، وأصر على أنك مخصوص حطيت سكر من باب التغيير عشان لا تنحسب عليك غلطة، وبعد ما يأكلوا قلي ايش ردة فعلهم، قال والله فكرة جهنمية وأنا أبو الأفكار، بعد دقايق، زهم علي وقال أبشرك مشيت عليهم، والأولاد قالوا تسلم أيدينك يا بابا على ها الكبسة «الحلوة». بس المدام، شافت الأولاد آخر انبساط، فناظرت بنص عين وقالت، آهو مشي حالك يعني مش بطال، بس سكرها قليل».

أستودعكم الله، بعد العيد نلتقي إن شاء الله.