علي عادي طميحي

وتستمر الحياة في عنادها معنا.. وكأنما تصر على معاكسة خط سيرنا، بل وتسعى جاهدةً لتدمير أحلامنا...؟! هكذا هي أو ربما هكذا نحن نرى أو نظن؟! وحتما سيكون هناك من يعزز ذلك ويصادق عليه، سواء من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الظروف القاصة،وربما غيرهم ولعلي لست عنهم ببعيد.

فالحياة فعلا لم تعد تستجيب لنا كما كانت فيما مضى، و باتت الفرص فيها شحيحة والحاصل منها لا يتكرر، وما قد يكون لن يكون بمواصفات ولا جودة ما قد فات.

المنافسون كثر وإن وجدت تلك الفرص لا ولن تتعدد، من يتعلى أو يتغلى فعنه سوف تذهب وتتولى، والبديل حتما سيكون جاهزاً بغض النظر عن المستوى أو الجودة.

لم يعد هناك من يهتم بالمغادرين أو يعير اهتماما للقادمين...! من انضم للمجموعة كمن غادر منها تقريبا. نعم لم يعد هناك من يهتم بالجيد أو يفكر ويبحث عن الأجود، فقد ضاقت الحياة بما رحبت.

لذلك يجب علينا أن نتعلم كيف نتقاسم هذه الحياة مع من حولنا، دون خصام أو نزاع ما استطعنا إلى ذلك من سبيل، وإن لزم الأمر استعنا في ذلك بكل أدوية الحموضة أو لجأنا لأقوى المسكنات.

علينا أن نتقاسمها معهم حتى وإن كان نصيبنا منها القليل أو بعض الجحود والنكران، فهذا أو ذاك خير من العدم أو الحاجة، فالحكمة تقول أن نحافظ على مكتسباتنا وألا نضَيع ما بين أيدينا.

وهي ذاتها التي تقول إن العصفور الذي بين يديك خير وأبقى لك من تلك المائة التي فوق تلك الشجرة. فالصديق الصدوق الذي معك قد خبرته وجربته خير لك من مكتسبات الفيس بوك و تويتر ووسائل التواصل الأخرى. ليبقى ما في اليد خير وأبقى لمن عقل وأصغى. فحياتنا اليوم تفرض علينا أن نتعلم كيف نزن الأمور ونضعها في مواضعها.

متى نرفض أو نقبل و متى نخاصم وكيف نخاصم وحتى من نخاصم... واليوم تحديدا أكثر من أي عهد مضى. علينا ألا نبني منزلاً لنا أو مكانة في حياة الآخرين، قد يخوننا فيها مستوى التقدير، وحينها سنخسر وربما تكون خسارتنا مضاعفة. فكما أسلفت لم يعد هناك من يهتم بالمغادرين أو يعير اهتماما للقادمين..! من انضم للمجموعة كمن غادر منها تقريبا، ومن يتهور ويفقد صبره، سيكون في الغالب هو الخاسر الأكبر وربما الأوحد.

فالدنيا قد ضاقت وضاقت معها الفرص، حتى باتت شحيحة،والفرصة التي تفوت غالبا لا تتكرر، وما فات فقد مات، وغالبا لن يروق لنا أو يستهوينا كل ما هو آت.

والواقع بالأحداث بما تجري به علينا يترجم ذلك ويؤكده، لذلك كان لزاما علينا إن فاتنا ذلك، أن نتعلم كيف نخاصم ومتى نخاصم، وإلا يكثر من سيعادينا وما سيفوت من بين أيدينا بسبب أو دون سبب، بحق أو عزة بالإثم.. وهنا تحديداً احذر من ذلك الخصم زاد أو قل بك العزم،

فالأهم دائما سلامة الروح والجسم.