فاطمة روزي

دائماً نبني قصور الأفراح، التي تضم شموع الرحمة المنسوجة بجدائل الانسجام، ذي عبقٍ فريد من الوئام، تتراقص عليها بلابل الحنان، على مزامير شعور الرفق المخملية التي ترفرف بجناح اللين.

العلاقة الزوجية علاقة مقدسة، سلسلة شراكة بين قلبين، تعتمد على قناديل الاحترام المتلألئة، زهور الاشتياق العبقة، محراب التفاهم المزركش، وحصون التعاون المجلجلة، فتسير تلك السفينة وسط الأمواج المتلاطمة تارة وتهدأ تارة، بأشرعة الحب الهانئة ذات الأنغام المنسجمة بالعواطف الساطعة، مع ربانها «الزوج»، أما «الزوجة» فتحمل بين دفتيها ألوان الراحة، وبساتين رؤومة، ليكون الاثنان سداً منيعاً أمام تيارات المشاكل ذات الرياح الهوجاء.

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فلا بد من عواصف الهفوات، التي تقل وتزداد للحالة النفسية لدى الزوجين، ولكن ثمة أمور قد تتخطى محطة السعادة في حياتهما، فيتعذر لكليهما الاستمرار بشكلٍ هادئ ومستقر، فيكون الانفصال هو الخيار الأصعب الآمن، فهو رخصة شرعية لا يمكن إنكارها، كحق ثابت لكليهما، في حال استحالت الحياة بينهما، نعم رغم آثاره وأضراره، إلا أنه يبقى أفضل من الاستمرار في أجواء أسرية، تعمها براكين ثائرة من الفوضى.

رغم أننا في عصر التكنولوجيا وانفتاح الآفاق وتنوع الثقافات، إلا أننا نعاني من بعض العقول العقيمة والقلوب السقيمة، التي ما زالت تنظر للمرأة الثَّيِب نظرة ليست سوية، واعتبارها وصمة عار للأهل وفي المجتمع، يا لها من عاهات بالية وتقاليد الجاهلية الأولى.

لماذا يلقى كل اللوم على المرأة، لم كل أصابع الاتهام تشير إليها؟ تبقى الشماعة لكل الأعباء، وأنها المخطئة، لذا فشلت في الحفاظ على كيان الأسرة، وتماسك أشجار العائلة، ففشلت في الزواج؟.

أليست هذه المرأة كائنا حيا.. لها أحاسيس ومشاعر؟ تذكروا فقط أنها ليست قطعة أثاث للمنزل..!!

وما يزيد الأمر سوءا وتعقيداً، بعض الناس آفة للبشر عملها وشغلها الشاغل: لماذا انفصلت فلانة..؟ وكيف ستعيش بمفردها..؟ مع من تذهب..؟ كيف تصرف..؟ ومن أين لها هذا..؟.... إلخ..

دعوا الخلق للخالق واهتموا بأموركم.. وجهة نظري الانفصال لا يعني أنك انتهيتِ أيتها الأنثى، ولم يكن ذلك آخر المطاف، قد تكون هناك باقات حبور منثورة بدربك، وبداية جميلة لولادة حياة جديدة، من ثم تنهضين بألحان القوة والعزيمة، وكأس ممتلئة بالجلد، وتنثرين ترانيمَ من الثقة لذاتك، في قوافل الزمان ورحلات الأماكن، وتقفين بصلابة أمام كل الصعوبات وتمنعين أي «تنمر اجتماعي» عليكِ.

ثقي تماماً أن حصاد السنين لن يضيع ويذهب سُدى، سيجعل الله بعد عسرٍ قلائد يسر، وما بعد ترح إلا يعقبه سيمفونية فرح..

همسة: المرأة الثَّيِّب هي أمك أختك ابنتك تبقى بشرا.. فلا تقسُ عليها فطلاقها ليس ذنباً لا يُغتفر..!!