مريم النويمي

تحقيق فريقنا السعودي للعلوم والهندسة في المعرض الدولي آيسف 2022، هذا الكم من الجوائز، إنجاز يستحق الاحتفاء، هؤلاء هم المستقبل، أذكياء متميزون، الذكاء مولود ولكن يُقبر ببساطة إذا لم يجد من يهتم به ويحفزه.‬

التميز رغبة وجهد مبذول وقدرة على تحقيق ذلك، كل مشترك في المسابقة من جميع بقاع الأرض، كانت لديه رغبة الفوز، فبذل جهده ليحققه، ولكن لأن القدرات تختلف، يتميز البعض عن الآخر ويتقدم. الإنجازات لا ترتبط دائمًا بالذكاء بل غالبًا بالجهد المبذول، هناك أذكياء لم يستغلوا ذكاءهم ففشلوا في الحياة، وهناك من هو أقل ذكاء لكنه بذل كل ما في جهده فتفوق، هذا بحد ذاته ذكاء. هناك كثير من القصص لمتفوقين جدًا في مراحل دراستهم الأولى، لكنهم فشلوا بعد ذلك.

لو بحثنا في تفاصيل حياتهم سنجد خللًا عظيمًا حصل، حول حياتهم من ناجحين لغير ذلك، ما يجعلنا نعرف أن الذكاء صناعة أيضًا، ومعناه أن له عناصر عديدة، إذا أردنا صناعة إنسان ذكي، لا بد من توفرها.

حينما يولد الإنسان لا يختار جنسه، ولا نسبه، هناك من ربط الذكاء بالجنس، وأن الذكور أكثر ذكاء من الإناث، لأن مخ الذكور أكبر حجمًا من الإناث، ولكن بالمقابل هناك دراسات أثبتت أن مخ الأنثى يعمل بشكل أكثر تنظيمًا وكفاءة، فهي أكثر تفوقًا في اختبارات التفكير المنطقي بقرابة أربع نقاط، ولكن تصبح هذه النسبة لصالح الذكور بعد عمر 55 عامًا. بينما تتفوق الإناث في الاختبارات اللفظية بفارق كبير، ويزداد الفارق كلما ازددن عمرًا، وهناك من ربط كروموسوم إكس بالذكاء، والإناث يمتلكنّ منه نسختين، بينما الذكور يملكون نسخة واحدة.

وهناك من ربط الذكاء بجينات الأم، فالذكية تنجب أطفالًا أذكياء ذكورًا وإناثًا، ولكن كل هذه الأمور لا تضمن إيقاد شعلته.

من السهل أن يولد الإنسان ذكيًا بلا جهد منه، ولكن المهم استخدام هذا الذكاء وخلق بيئة مساعدة لينمو ويتطور ويثمر، وإلا كان مجرد قصة إنسان كان متفوقًا في صغره وحينما كبر خاب.

الغريب في الأمر أنه من الممكن أن تصنع من إنسان متواضع الذكاء، شخصًا عبقريًا وناجحًا، ومن إنسان ذكي جدًا، مجرد فرد لا يميزه شيء، أو ربما إنسانًا فاشلًا، هناك خليط من العناصر تتحكم في الذكاء، إما تخلقه أو تخنقه.

صناعة طفل ذكي، ليست بمهمة سهلة، ولكن الجميل أنها ممكنة، الإيمان بقدرات طفلك يزرع الثقة فيه، بأنه يستطيع.

البعض يمارسون القراءة لأطفالهم، ولم يجربوا أن يقرؤوا معهم، لتكون العملية التعليمية نشطة ومحفزة. حماية الطفل أكثر من اللازم تميت همته وتجعله يعتمد على غيره.

قلة النوم وسهر الليالي يصنع طفلًا غبيًا، مقابلة الشاشات لفترات طويلة تجعل الطفل متلقيًا وتعيق اكتساب المهارات.

النشأة في محيط مستقر ومترابط، عنصر أساسي لبناء جيل صحي ومبدع. التسلط والقسوة والدلع الزائد يتعادل تأثيرها السيئ في الطفل وأدائه.

من المهم إسناد بعض المهام المنزلية للطفل، فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة مينيسوتا أن أفضل مؤشر للنجاح في مرحلة الشباب، هو ما إذا كان الأطفال قد أدوا أعمالا روتينية مناسبة لأعمارهم.

كم إنسانًا عبقريًا نستطيع صنعه، إذا ما عرفنا سر العبقرية، نحتاج أن نعرف المفتاح لنطلق قدراتنا الكامنة.