المدينة المنورة: سعد الحربي

أطلقت هيئة تطوير المدينة المنورة هوية سياحية خاصة بالمدينة المنورة لمواكبة لما تشهده من مشاريع ومبادرات نوعية تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وتشهد المدينة المنورة في مختلف المواسم إقبالًا ملحوظًا من الزوار والمعتمرين، حيث يفضل الكثير زيارة المدينة في الشتاء لتحسن الأجواء وإمكانية زيارة المتاحف المفتوحة من الإرث النبوي والتاريخي، والتنقل بين المواقع مشيًا أو استخدام وسائل التنقل الخفيفة، بالإضافة إلى تجربة التنقل مشيًا بين تلك المواقع عبر الأنسنة، التي تعد المدينة المنورة أيقونة في تطوير المواقع وتحسين الساحات؛ لتمكين جميع الفئات من السكان والزوار التنقل بين المواقع من صغار سن وكبار، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وتهدف الهوية السياحية إلى دعم توجهات المنطقة لإثراء تجربة الزوار وضيوف الرحمن وتعزيز جودة حياة السكان، والعمل على تعزيز مكانة المدينة المنورة كوجهة عالمية رائدة.

علامة بصرية

تستمد الهوية السياحية عناصرها من عمق المدينة التاريخي والثقافي، ومن رموزها الأصيلة المستلهمة من تراثها مثل خط المدينة الطباعي، والحرات وأحجار البازلت، وأشجار النخيل، والعمارة التقليدية، لتشكل علامة بصرية مميزة تجمع بين الأصالة والحداثة، وترسّخ صورة المدينة كوجهة تعتز بالماضي وتفتح آفاق المستقبل.

وتسعى الهوية السياحية إلى ترسيخ صورة ذهنية متجددة للمدينة المنورة كوجهة عالمية متميزة، وتعزز ارتباطها العاطفي بالسكان والزوار بوصفها أيقونة تاريخية ثقافية تربط بين الماضي والمستقبل.

في حين ساهمت أنسنة المدن في تسهيل حركة المشاة، وتمكين الزائرين والمصلين وأهالي المدينة المنورة من زيارة تلك المواقع دون الحاجة إلى وسائل المواصلات الحديثة، مع الاكتفاء بالمشي والتنقل بالوسائل الصديقة للبيئة من خلال المسارات المرتبطة بتلك المواقع ضمن مشاريع أنسنة المدن.

وجهة عالمية

وتأتي المشاريع ضمن برنامج أنسنة المدينة المنورة الذي تشرف عليها أمانة المنطقة، ليشكل إضافة سياحية وتاريخية للأهالي والزوار، فضلًا عن تحويل الجادات إلى حاضنة جاذبة للاستثمارات، بهدف رفع مستوى البنية التحتية وتطوير الواجهات وتعزيز الهوية العمرانية، واستثمار مقومات الجذب السياحي وتحويل الجادة إلى واجهة متكاملة.

وأوضح أمين منطقة المدينة المنورة، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، المهندس فهد بن محمد البليهشي، أن إطلاق الهوية السياحية يأتي إنفاذًا لتوجيهات أمير المنطقة الرامية إلى تنمية القطاع السياحي وتعزيز مكانة المدينة كوجهة عالمية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأشار إلى أن توقيت إطلاق الهوية السياحية بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني السعودي شكّل حدثًا فارقًا في ذاكرة السكان والزوار، ترجم حرص سمو أمير المنطقة على أن يكون الإطلاق بحضور الأهالي تقديرًا لهم.

وأكد البليهشي أن الهوية السياحية تبرز التنوع الثقافي والمعماري للمدينة المنورة كعنصر مميز في شخصيتها السياحية، وتحافظ على هويتها التاريخية والثقافية كجزء أصيل من مسيرتها نحو المستقبل، لتقديم تجربة متجددة تعكس الأصالة وتواكب التطور.

عمل تكاملي

أضاف البليهشي أن الهوية السياحية تعكس الفرص الواعدة أمام المستثمرين والعاملين في القطاع، مشيرًا إلى أن السياحة تمثل رافدًا حيويًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، موضحًا أن العمل التكاملي مع مختلف الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص يفتح المجال لصناعة وجهات سياحية متنوعة تسهم في تحسين جودة الحياة وإثراء تجربة الزوار، عبر استثمار مقومات المدينة الطبيعية والجغرافية وتحويلها إلى محرك رئيسي لصناعة السياحة.

تقدم عالمي

يُذكر أن إطلاق الهوية السياحية للمدينة المنورة يتكامل مع ما حققته من ريادة عالمية في القطاع السياحي، إذ أُدرجت ضمن قائمة أفضل 100 وجهة سياحية عالميًّا لعام 2024 وفقًا لتقرير يورومونيتور إنترناشيونال. كما حققت المدينة تقدمًا عالميًا في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025، متقدمة 7 مراتب لتصبح في المرتبة 67 عالميًا، في خطوة تعكس تقدمها في تبني الحلول الذكية وتطوير بيئة حضرية مستدامة، كما برزت تجربة المدينة المنورة الريادية في توطين أهداف التنمية المستدامة خلال أعمال المنتدى السياسي رفيع المستوى بالأمم المتحدة 2025.

عناصر للهوية السياحية

- عمق المدينة التاريخي والثقافي

- الرموز الأصيلة المستلهمة من التراث

- خط المدينة الطباعي

- الحرات وأحجار البازلت

- أشجار النخيل والعمارة التقليدية

- الجمع بين الأصالة والحداثة

- الاعتزاز بالماضي وفتح آفاق المستقبل