عباس عواد موسى

سام النظام السوري شعبه سوء العذاب والتنكيل طيلة العقود الأربعة الماضية, وفقدت الشعوب العربية خيرة أبنائها في سجونه وزنازينه المظلمة, وخاصة شعوب دول الطوق من عراقيين وأردنيين ولبنانيين ومصريين وفلسطينيين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة. وظل هذا النظام البوليسي يفرق بين أبناء شعبه ويخضعهم للتمييز الذي يخدم بقاءه ويديم الحكم تحت سيطرته. فأقام تحالفات إقليمية تساعده وتسانده وتقدم له الدعم وقت الحاجة والضرورة كما هو الحال الآن. كما أبدع هذا النظام البوليسي في سياسة الاغتيال والتصفية لكل من يرفض مشاركته في الاستبداد والاستعباد، فجاء الطوفان في مواجهة الطغيان.. والشعب قرر إعدام الرئيس اللاشرعي.
في جميع مساجد الأردن, يرفع المصلون أيديهم ويدعون مع الأئمة لنصرة الشعب السوري على الحاكم الطاغية, واللاجـئون السوريون يشكرون الشعب الأردني على تعاطفه وتأييده المطلق لانتفاضتهم المباركة. ولا يختلف الوضع في جميع بلاد العرب والمسلمين. فانتصار الشعب العربي السوري القريب بإذن الله سيفتح ملفات مجازر الروس بحق المسلمين.. وإذا كان بلفور الفاقد للملكية منح اليهود فلسطين وطناً لهم، وهم الدخلاء؛ فإن الروس كانوا أول من اعترفوا باللاشرعية الصهيونية واتبعهم العرب البائدون.
ألشعب السوري هتف مطـالباً بإعدام حاكمه الطاغية, وهو وحده الذي يملك حق إسقاط حكمه بإعدامه حال تنحي المجرم سريعاً, ولكنه لم يوكّل غيره بهذا الحق ولن يمنحه بعدما تفوق استخباريّاً وأصبح يُخضع تحركات المحكوم عليه للمراقبة، فحتى الأسلحة الكيـماوية لم تعد بأيدي الموالين للحكم الفاسد، بفضل الله.
سرّني استشهاد عرب وألبان وشيشان وداغستانيين وقرغيزستيين في سورية, وسرّني انضمام الفلسطينيين واللبنانيين للجيش السوري الحر، فهو طريق الصواب وقد انقشع الضباب. ومن يقاتل على الأرض وفي الميادين هو الذي سيقرر ماهيّة سورية بعد إعدام رأس النظام وحاشيته. والمطلوب عربيّاً ودوليا هو فقط تسليح الشعب السوري ودعمه ومشاركته فرحة النصر، وإلا فإن الأنظمة التي تعارض تسليح الجيش الحر ليست على مواقف شعوبها, والويل للمناكفين.