عقيل حامد

شهدت الساحة العربية والإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية، ظهورَ أحزاب وجهات كثيرة، تتخذ من الإسلام شعارا لها، وطريقا للوصول إلى كرسي الحكم؛ لتطبيق شرع الله كما يزعمون. ولكن بالنظر إلى الإسلام وحقيقته، نجد أن الأمة ليست بحاجة إلى أحزاب وأفكار لتنظمها، وإنما هي في حاجة ضرورية وملحة إلى رجال تقودها، شريطة أن يملك هؤلاء الرجال من الوعي والعلم الشرعي والدنيوي ما يمكنهم من التعامل مع الوضع العالمي الحالي، وما يشهده من تطور كبير في شتى نواحي الحياة، خاصة في مجال التكنولوجيا المتطورة والإنترنت والحاسوب المحمول، الذي جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة، يتمكن كل شخص من خلاله الاطلاع على ثقافات وعادات الشعوب الأخرى، التي تؤثر فيه أو يؤثر فيها سلبا أو إيجابا، كل حسب ثقافته وميوله الفكرية والعقائدية، فظهور تلك الأحزاب وفق ما سبق، ما هو إلا لتحقيق رغباتهم الشخصية وأهدافهم الخفية وإن تسمت إسلامية.
فمثلا حزب الله ظاهرهم أنهم أولياء الله وجنوده في الأرض، وحقيقة أمرهم هو إقامة دولتهم الصفوية الفارسية، فالحذر من كل حزب أو جهة أو جماعة تخص نفسها بالإسلام، فالإسلام أشهر وأرفع من أن تمثله الأحزاب والجهات والمنظمات الضيقة، ذات الأفكار البشرية القاصرة الناقصة، والإسلام أطهر وأنبل من أن يمثله أشخاص حزبيون، خاصة الذين ينتمون إلى أحزاب تنشئها وتحتضنها وتدعمها إيران.