سلطت تقارير دولية الضوء مؤخرا، على أبرز التطورات حول جهود إحلال السلام في أفغانستان، وتقريب حركة طالبان والحكومة الأفغانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإنهاء الصراع الدموي الذي تعاني منه البلاد لسنوات، مؤكدة أن البلاد ، رغم الظروف التي تمر بها، أصبحت أقوى من أي وقت مضى بفعل تقوية الأجهزة الأمنية والتسليح المتطور، الذي تتلقاه ودور الإعلام في مساندة ذلك.
وأكد تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، أن السر وراء رفض الأفغان لسياسة طالبان يكمن في دور الإعلام، الذي كشف قسوة الحركة وتبنيها منهجا دمويا متشددا، خلال سيطرتها على الحكم عام 1996، ومنعت جميع قنوات التلفاز والصحف لإبقاء الناس غير مدركين عما يحدث.
انتعاش الإعلام
أضاف التقرير «إنه بعد انهيار نظام الجماعة عام 2001، انتعش الإعلام بشكل كبير، إلى المدى الذي يجعل من وجود 83 قناة تليفزيونية خاصة، و أكثر من 170محطة راديو، ومئات المنشورات الإعلامية، تلعب دورا هاما في محاربة قسوته على الأفغانيين العاديين».
وأكد التقرير أن البلاد اليوم أقوى مما كانت عليه سابقا، رغم الهجمات الإرهابية التي تشهدها بشكل شبه يومي، بسبب وجود المؤسسات، والجيش، وازدياد عناصر الأمن والشرطة إلى مايقرب من 314000 عنصر.
فشل الأهداف
أردف التقرير قائلا «منذ 2003، سعت طالبان باستمرار في الهجوم على مختلف المدن من أجل إنشاء قاعدة لها تستطيع زيادة قوتها في جميع أرجاء الدولة لكنها لم تنجح بعد، حيث لاتوجد هنالك عاصمة إقليمية واحدة تمتلك فيها السيطرة الكاملة عليها، وبالرغم من أنها تنازعت أو سيطرت على 40 % من الأراضي الأفغانية، إلا أن هنالك مناطق ريفية تحتوي على أعداد صغيرة من السكان لا يوالونها.
عداوة المؤيدين
لفت التقرير إلى وجود العديد من الأسباب وراء فشل طالبان في استرجاع أفغانستان عن طريق الحرب، وأجبرها ذلك على المشاركة في مفاوضات السلام بعد 17 عاما من الحرب.
وأكد وجود مجموعات عرقية أساسية في البلاد مثل: البشتون والطاجيك والأوزبك والهزارة، ورغم غالبية طالبان من البشتون، إلا أنهم باتوا ضحايا حرب الحركة بسبب تدمير قراهم وحرق مدارسهم في هذه المناطق، وقتلوا شيوخهم المؤثرين، ما أضعف قوتها المعنوية وفتح عداوة العديد من السياسيين وزعماء القبائل والمثقفين من البشتون ضدها.
الأيديولوجية المتطرفة
أوضح التقرير أن الأيدولوجية المتطرفة لطالبان هي المسؤولة أيضا عن فشلها، حيث إنها غير مقبولة بالنسبة لمعظم الأفغانيين، خصوصا المتعلمين، حيث إنه منذ عام 2001، تأسست عشرات الجامعات الحكومية والخاصة، وأصبحت الفتيات يشكلن 39 % من طلاب المدارس العامة، فيما قفزت المشاركة السياسية للمرأة، فأصبحت تمثل الآن 69 من أصل 249 مقعدا في المجلس الأدنى للبرلمان، بينما المجلس الأعلى يحتوي على 27 امرأة من بين 102 عضو.
الانشقاقات المحتملة
قال التقرير إن «التحدي الأشد أهمية لطالبان حاليا هو الانشقاق المحتمل لعلاقتها مع إيران وروسيا والصين، بينما من قبل كانت تتمتع بعلاقات قوية مع باكستان»، مشيرا إلى أن القادة يخافون الانقسامات والتشعبات التي تتسبب في خسارة حس الوحدة.
وأردف قائلا «المناطق التي كانت تُعتبر مراكز لطالبان (هلمند وقندهار ومحافظات جنوبية غربية أخرى)، لم تعد يُنظر إليها بمثل ذلك في 2010، عندما خسرت سلطتها للأبد، بعد أن عانت المناطق الداعمة من التمرد أكثر من المعتاد، من ناحية الإصابات والوفيات وانهيار التعليم والضرر على الاقتصاد.
وخلص التقرير إلى أن السياسيين باتوا يرون أن الحركة قتلت أفغانيين أكثر مما قتلت من الأميركان، وهذا الشيء قد يزيدها استيعابا أن بإمكانها أن تحقق أكثر خلال مفاوضات السلام من أن تعيث فسادا.
من نقاط التقرير
تشدد طالبان وحّد المجتمع ضدها
تراجع شعبيتها داخل المناطق التي تعد موالية لها
دخولها في المفاوضات بسبب فشل أجندتها
التعليم بعد 2001
تأسست عشرات الجامعات الحكومية والخاصة
زيادة الفتيات بنسبة 39 % من طلاب المدارس العامة
69 امرأة من أصل 249 مقعدا في المجلس الأدنى للبرلمان
27 امرأة من 102 عضو في المجلس الأعلى
دور الإعلام
زيادة الوعي الشعبي
كشف نقاط ضعف الجماعات المتشددة
الالتفاف حول مؤسسات الدولة
الإعلام بعد 2001
83 قناة تليفزيونية خاصة
أكثر من 170محطة راديو
مئات المنشورات الإعلامية
تحديات تواجه طالبان
الانشقاقات المحتملة
سحب تحالفها مع إيران وروسيا والصين