يروي منسق معرض Munch بالمتحف البريطاني قصة قلق الفنان النرويجي من السماء المظلمة بالدماء التي رآها فوق مضيق أوسلو، وكيف أدى ذلك إلى تحفة فنية على الرغم من أنه يبدو أنه تدفق أولي مباشر، إلا أن فيلم (The Scream,1893) لإدوارد مونش ظهر فعليا ببطء من أعماق روحه حسب ما نشر على موقع: theartnewspaper.

تأثيرات المزاج

يقول بارترام «الكثير من عمل مونش يتعلق بإثارة مزاج». «وستلاحظ أنه حتى عندما يتحول الشكل نحوك، فغالبا ما تكون وجوههم غامضة قليلا. ما لم تكون صورة مباشرة، وكانت الرموز المستخدمة في الفن في غاية السعادة في ذلك الوقت، لذا اعتاد الناس عليها ولكن نجد بأنه العكس فيما يتعلق بأعمال مونش».


أبرز الأعمال

يتميز The Scream بشخصية تواجه المشاهد، ولكن هذا العمل أيضا له أصوله في لوحة أخرى. ويشرح بارترام قائلا «يعود أصل Scream إلى حلقة محددة للغاية يتذكرها، عندما كان في نيس في جنوب فرنسا في إجازة مع صديقه النرويجي كريستيان سكريدسفيج والذي يحكي له حلقة حدثت قبل بضعة أشهر، عندما كان في نزهة على الطريق فوق مضيق أوسلو، ولم يكن على ما يرام، وقال له مونش «كنت أشعر بالمرض». لكنه نظر إلى أعلى وظهرت سماء حمراء لا تصدق. كان غروب الشمس حيويا بشكل خاص، وقال «إنه كان أحمر، أحمر كالدم، متخثر كالدم». حيث كان مونش مهووسا بوضوح بما رآه وتأثيره على مزاجه».

قصة رسمة

يقول بارترام» لقد سخر سكريدسفيج منه، ولكن عندما تذكر ذلك في مذكراته، طلب من مونش سرد لهذه الحلقة، وحثه على رسم ما رآه وإزالته من صدره». وكانت النتيجة الأولى تسمى «اليأس»، والتي صنع لها رسما يظهر في معرض المتحف البريطاني، وتحول في النهاية إلى لوحة. كانت تصف مونش يسير مع الصديقين على طول الطريق، وهما متخبطان إلى الأمام، غير مهتمين تماما، ويتم تمثيل مونش نفسه في هذه الحالة، كشخصية في معطف وقبعة الرامي، تحول نظرا إلى أسفل المضيق البحري، كما لو أن اليأس جعله يتوقف مؤقتا ويتنفس. وما لبث إلا عاما واحدا ليقوم بترجمة هذا الحدث إلى لوحة أخرة تسمى The Scream، حيث يتم التقاط سماء التلويح التي لا تنسى والسحب الحمراء والزرقاء في التركيبة بأكملها، كما لو أن الأمر برمته يتردد صداه مثل شوكة رنانة، وكما لو أن لحظة القلق التي شعر بها بالراحة في هذه الحلقة تؤثر على جسده كله.