امتاز عقد السبعينيات من القرن الهجري الماضي بحركة تنويرية عمت قرى منطقة الباحة، وتمثلت في سعي أستاذي الشيخ سعد بن عبدالله المليص إلى نشر التعليم، حيث بدأ جهوده في مدرسة بني ظبيان بتعليم الناشئة وتطبيق المناهج الحكومية، واهتم أيضاً بتعليم الكبار، وفتح لهم مدارس ليلية على نفقته الخاصة، وفتح بيته للدروس العامة، وأسس مكتبة عامرة، ودعا الناس إلى القراءة في أمهات كتب الدين والأدب العربي والتاريخ، وأعار كثيراً من كتبه، ووزع كثيراً منها مجاناً، وكانت صلاته قوية بجميع المشايخ والدعاة الذين عرفتهم المنطقة ومنهم:

الشيخ عبدالله بن سعدي (رحمه الله)، وهو من قرية (مسب) من بني عبدالله إحدى قبائل غامد.

جاء الشيخ السعدي إلى بيتنا في عام 1371 وكان الوقت شتاءً واحتفى به ابن عمي الشيخ علي بن سعد دغسان أبو عالي، وأذكر أنه وصل يمتطي صهوة حصان أبيض ومعه بضعة مرافقين يركبون حميرهم، ثم ذهب إلى مسجد قريتنا وألقى درساً بين المغرب والعشاء.

وخلال عام 1372 كان يقيم دروسا مطولة تبدأ قبيل صلاة الظهر، وتستمر حتى المغرب، وكان يؤم الناس في الصلاة، وقد جاء هذه المرة في سيارة ومعه مرافقون.

تميز الشيخ بدعوته إلى التوحيد، والمقياس لديه واضح، وهو ما جاء في القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح، وقد رحب الناس بدعوته، والقليل منهم رفض أسلوبه الحاد وكثرة النواهي، وطغيان عبارات الترهيب على خطابه، ولكنه كان يطبق كل شيء على نفسه وأفراد أسرته قبل أن يدعو الآخرين إليه.

تعلم الشيخ في كتاب قريته ثم أخذ العلم على مشايخ أجلاء في مكة المكرمة والطائف والرياض، وقد أجازه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (رحمه الله)، وعمده بالسفر إلى أنحاء البلاد من أجل الدعوة. وأسهم في تأسيس المدرسة السلفية ببلجرشي بل هو صاحب الفكرة في تأسيسها.

في صيف عام 1403 - على ما أذكر – كنت في الطائف، وفوجئت بالشيخ يطلبني على الهاتف، ويدعوني لحضور حفل غداء أقامه تكريما للشيخ الحديثي رئيس محاكم منطقة عسير، وقد حضر إلى مكان الحفل بمصيف الهدا عشرات العلماء والقضاة المرموقين، كان الشيخ عبدالله يرحب بالحاضرين كلاً باسمه، وكان كثير الحرص على راحة كل منهم، وعلت وجهه ابتسامة جميلة وهو يتحدث إلى ضيوفه، لقد رأيت فيه صورة للسلف الصالح. رحمه الله رحمة الأبرار.

للشيخ أولاد فالحون، أكبرهم عبدالرحمن، وهو رجل أعمال مثقف، أما إبراهيم فيعمل في التربية والتعليم وقد حصل على درجة الماجستير، والدكتور يحيى عضو هيئة تدريس في جامعة الملك خالد، وقد تولى عمادة كلية الشريعة وأصول الدين، والدكتور إسحاق وهو عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور عيسى عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف، والأستاذ نوح رجل أعمال، كلهم يتحلون بالأخلاق الحميدة وحسن المعاملة.

* الطريق إلى النجاح

* صدر عام 1431

• الميــلاد 19/‏ 6/‏ 1941

• دكتوراه في التربية من جامعة شمالي كالواردو بأميركا عام 1975

• منحته الجامعة عام 1978 ميدالية طالب الشرف الأجنبي

له العديد من المؤلفات أهمها:

• الإسلام والغرب.. حوار لا صراع

• رؤية جديدة في مسيرة التعليم بالمملكة العربية السعودية

• التطوير الذاتي لأعضاء هيئات التدريس في التعليم الجامعي، بالمشاركة مع الدكتور سعيد حارب

• سوانح وأفكار

• قالوا عن الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم

• هروب إلى النجاح

• أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (مسرحية أطفال)

• محاضرات متفرقة