بعد توقف عن الكتابة في هذه الصحيفة الموقرة لسنوات عدة، بإرادة ذاتية ولظروف شخصية، أعود اليوم من جديد، ولكن بثلاثة فروقات عن السابق.

أولها: أنه مقال يومي لـ5 أيام في الأسبوع من الأحد إلى الخميس.

وثانيها: أنه قصير لا يتجاوز 200 كلمة نظرا لزمن السرعة.

وثالثها: تطورات الواقع المحلي والدولي، التي تفرض نوعية كتابات مناسبة لها، لا سيما مع رؤية 2030.

فعلى بركة الله أبدأ باكورة هذه المقالات، بالحديث عن موضوع كان محلّ جدل خلال الأيام الماضية، وهو «رؤية الهلال» لدخول الأشهر الهجرية القمرية، إذ كانت الرؤية في البداية بالعين المجردة، ثم تطور العلم -ومعه الفقه- ليجيز استخدام المناظير الفلكية، لكن للأسف حرّم البعض بعض التقنيات فيها بلا مسوغ في نظري، والذي أراه راجحا فقهيا هو جواز استخدام كل ما يمكن الاستفادة منه لتحقيق المناط في مشاهدة الهلال، ولكن بشرط أن يقرر الفلكيون عدم استحالة رؤيته بأن يكون موجودا في الأفق بعد غروب الشمس ويمكن مشاهدته، وإلا فتردّ شهادة من خالف ذلك إلى كون شهادته تخالف العلم، كأن يتوهم أو يشاهد كوكبا آخر.

كما أرى بحث إمكان اعتماد دخول الأشهر بالعلم الفلكي، دون اشتراط الرؤية، كتوقيتات إمساكنا وفطرنا وصلاتنا، وهذا هو المحقق لمقاصد الشريعة من ناحية أننا لسنا أمة أُميّة حاليا، فضلا عن المصالح العامة في التحديد السابق لدخول شهري رمضان وذي الحجة.