اكتشفت مؤسسة راند في 2019 دليلا للاستخدام المنتشر للرأي والمنظور الشخصي في عرض الأخبار، أكثر من الماضي، في مختلف المنصات الإعلامية، حيث سعت المؤسسة إلى سد فجوة المعلومات حول التغيرات في طريقة نشر المعلومات والأخبار، بتقرير "الأخبار في العصر الرقمي: مقارنة عرض معلومات الأخبار مع مرور الوقت وفي مختلف المنصات الإعلامية".

غرض الأخبار

بدأ فريق الباحثين في راند دراسته لعرض الأخبار عن طريق دراسة كيف أن التكنولوجيات الجديدة تعيد تشكيل قطاع الإعلام ونظامه، مما يغير ليس فقط طريقة استهلاك الناس للأخبار، وإنما كذلك طريقة إنتاج المعلومات ومشاركتها ونشرها، وهذا يتضمن النظر في الدراسات الحديثة في كيف لهذه التغيرات أن تؤثر على غرض الأخبار في أرجاء المنصات الرقمية.

القياس الكمي

لجأ الباحثون إلى القياس الكمي للتغيرات في عرض الأخبار وقياسها مع مرور الوقت على مختلف المنصات الإعلامية، وكي يتم القيام بذلك، قام فريق الدراسة بتحليل ومقارنة نصوص الأخبار المنتجة من 3 مصادر للأخبار: الصحافة المطبوعة (نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وصحيفة St. Louis Post-Dispatch)، والتلفزيون، والصحافة على الإنترنت (بريتبارت، وباز فيد السياسية، و The Daily Caller و HuffPost Politics وبوليتيكو و The Blaze).

واختار الفريق هذه المصادر لأنها الأكثر استخداما، وهي ممثلة بشكل للإعلام، وتقدم الكثير من البيانات التي بإمكان أعضاء الفريق تحليلها".

وقام الفريق بعمل مقارنتين لعرض الأخبار قبل وبعد سنة 2000 وحتى سنة 2017: بالنسبة للصحف الورقية والإذاعة وأخبار التليفزيون.

الصحف المطبوعة

اكتشف فريق راند أن معظم اللغة والنبرة في نقل الأخبار في صحيفة نيويورك تايمز وواشنطن بوست و St. Louis Post-Dispatch، ظل ثابتا خلال الثلاثين عاما الماضية، ولكن اكتشف الفريق كذلك وجود تغيرات كمية في جوانب لغوية معينة بين ما قبل سنة 2000، وما بعد سنة 2000، مثلا هذه الثلاث صحف قبل سنة 2000 استخدمت اللغة المملوئة أكثر بالأحداث، ومعتمدة على السياق أكثر من المقالات التي كانت مكتوبة بعد سنة 2000، أما مقالات ما قبل سنة 2000 كذلك احتوت إشارات أكثر إلى الزمن والألقاب الرسمية والمناصب والمؤسسات، واستخدمت لغة وصفية توضيحية من أجل تقديم تفاصيل الأخبار أكثر.

وعلى العكس، اكتشف الفريق أن مقالات ما بعد سنة 2000 انخرطت أكثر في سرد القصة، وأكّدت على التفاعلات والمنظور الشخصي والعاطفة، بشكل أكثر من المقالات التي كُتِبت قبل سنة 2000.

الإذاعة والتليفزيون

اكتشف تحليل النصوص الذي قام به فريق باحثي راند تغيرا تدريجيا في تغطية إذاعة التليفزيون من النقل التقليدي للتقارير في فترة ما قبل سنة 2000، والتي كانت فيها التقارير مختصرة وتستخدم لغة متماسكة، وعادة تلجأ إلى المصادر العامة من السلطة، إلى تغطية شخصية أكثر بعد سنة 2000، والتي فيها تعتمد التقارير بشكل أقل على اللغة القوية المتماسكة، وأكثر على الخطابات غير المخطط لها، والتعبير عن الآراء، والمقابلات والحجج.

وشهدت القنوات التليفزيونية تحولا جذريا وكميا نحو لغة شخصية مجردة توجيهية، مع محتوى يستند أكثر على التعبير عن الرأي أكثر من تقديم الحقائق.

وكان ذلك مصاحبا لزيادة في وقت البث المخصص للدعوة لهذه الآراء على عكس الوصف المتزن لسياق الأحداث، ولكن من الجدير بالملاحظة أن بعض من ذلك يجب أن يكون متوقعا بناء على الأهداف المختلفة ونماذج الأعمال لهاتين المنصتين، القنوات التليفزيونية، خصوصا في تلك الفترة، كانت تميل نحو العروض المستندة على الرأي التي يقودها النقّأد، وتكون موجهة لجمهور محدود، وتستخدم الآراء والمواد الاستفزازية لجذب الانتباه، في حين أن الإذاعة تستهدف جمهورا أوسع وتلتزم أكثر بالنقل التقليدي.

الصحف الورقية والإلكترونية

اكتشف فريق الدراسة أن أسلوب عرض الأخبار في الصحف الورقية التي أُخِذت كعينة، ظل أكثر رسوخا في ما يعتبر النقل التقليدي أكثر من أسلوب عرض الأخبار في منافذ الإعلام الإلكترونية، التي أخذت كعينة، فعرض الأخبار في الصحف الورقية كان أكثر ميولا نحو كونه متميزا بقوة في استخدام الشخصيات واللغة الوصفية والزمن في مناقشة الأحداث أو القضايا، أما الصحف الورقية فتعرض المقالات في سياقات روائية، وعادة تستخدم الأهداف القوية والأرقام والإشارات إلى الفترات الزمنية.

وعلى العكس، اللغة في عينات الصحافة الإلكترونية مالت نحو كونها مثيرة للجدل أكثر، مع التركيز أكثر على التفاعلات الشخصية والمنظور الشخصي والآراء، مما يجعلها روائية أقل وجدالية أكثر، مع استهداف إقناع القرّاء.