كنّا نعلم عن دعم عفاش لجماعة الحوثي في السيطرة على جميع القرى والأراضي من صعدة إلى ميدي، لتسليك طرق الإمدادات المهربة من إيران إلى صعدة عبر البحر الأحمر، من أجل تعزيز قدرات جماعة الحوثي العسكرية، لمهاجمة القرى السعودية الآمنة المتاخمة للحدود اليمنية، بالصواريخ. لقد كشف غزو الكويت في 2 أغسطس 1990م الستار عن مخطط إقليمي دنيء يخدم المد الصفوي الإيراني على حدودنا الجنوبية، للقضاء على آخر واحات السنّة الشريفة بالوطن العربي. مع ذلك تعاملنا معه بأسلوب العصا والجزرة من أجل حقن دماء الشعب اليمني. مع ذلك لم تتوقف المملكة يوما عن مد الشعب اليمني بما يحتاجه من غذاء ودواء وكساء.. سواء من الشعب إلى الشعب مباشرة، أو من خلال برامج إنمائية لإنعاش الاقتصاد اليمني المنهوب. وإرسال مساعدات عينية من خلال المؤسسات الخيرية الأهلية والحكومية.. ما تلى ذلك من أحداث عززت الظنون؛ ثمّ كشفت الحقائق، فتغيرت قواعد اللعبة السياسية والعالمية. فوالله لو لم يفطن ولاة الأمر لدنو الخطر، لاختفت منطقة الخليج عن خارطة العالم عن بكرة أبيها.. ثم غرقت المنطقة بأسرها في فوضى وحروب أهلية قبلية. ليعود الوطن العربي كما كان إلى حضن الاستعمار الأجنبي. نحن دعاة سلام لا نريد الحرب.. لكننا لن نسمح بالمساس بتراب الوطن كما سنتصدى لكل من يسعى إلى منح عصابة الحوثي حكما ذاتيا على حدودنا وبأي ثمن. عقيدة وأخلاق المقاتل السعودي تمنعه عن الرد على مصادر النيران المعادية في المناطق المدنية التي يتخذها وسكانها المتمردون الحوثيون دروعا بشرية، بينما يتخاذل الإعلام الموالي لكهنة طهران عن بث استهداف وعربدة أنصار اللات ضد المدنيين اليمنيين، ومناطقنا المدنية على شاشاتهم. كما لا يتوانى عن فبركة قنواتهم مواد إعلامية مضللة. نحن أذكى من أن نجر إلى حرب معقدة قد تعيد المنطقة قرونا إلى الوراء، لكن لنا حقٌ مشروع في الدفاع عن مصالحنا، بالطرق التي نراها نحن. لا كما يسعى العدو إلى فرضها بالأمر الواقع علينا.