قبل سبع سنوات أدركت أهمية التبرع بالأعضاء، بعد أن عرفت أهميته في إحياء الأنفس، عملاً بقوله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) سواءً من الحي أو الميت، ولا سيما أن لدينا آلاف المرضى بالفشل الكلوي، وآلاف الشهداء سنوياً بالحوادث المرورية، ولو تبرعوا بأعضائهم لتمت معالجة جميع مرضى الفشل الكلوي في عام واحد، فضلاً عن باقي المرضى المستفيدين من باقي الأعضاء.

ولذا زرتُ إحدى الجمعيات المتخصصة بذلك، وتبرعت بأعضائي، وأعلنوا ذلك في صحيفة محلية لا رياءً وإنما تشجيعاً للآخرين، ومنذ ذلك الحين، وأنا أسعى في دعم هذه الجهود، حيث بينتُ الحكم الشرعي في ذلك عبر تغريداتي ومقالاتي ومشاركاتي الإعلامية، وأطلقت هاشتاق #حملة_التبرع_بالأعضاء.

ولم أكتفِ بذلك، وإنما سعيت من داخل مجلس الشورى لخدمة هذا الهدف الإنساني، وشاركني أحد الزملاء المتبرعين في حياتهم، فضلاً عن بعد مماتهم بذلك، وحاولنا تعديل نظام المرور من أجل «تضمين رخصة القيادة رغبة التبرع بالأعضاء»، ثم تكرم المجلس بعد ذلك بتبني «توصيتنا» وإصدار «قرار» بشأن ذلك على تقرير الجهة المختصة (المرور)، ولكننا للأسف حتى الآن لم نجد تحقيق هذا القرار وتنفيذه لمصلحة البلاد والعباد.

والمسألة اختيارية فمن يرى جوازه شرعاً باجتهاده أو تقليده لفتوى فله حرية التبرع بأعضائه في حياته ومن باب أولى بعد وفاته، ونتطلع من المرور والصحة والجهات المختصة والخيرية ومؤسسات المجتمع المدني التشجيع للمصلحة العامة.