عرض فيلم أميركي عن سيرة حياة لوريل وهاردي، أو (السمين والضعيف) كما كنا نسميهما على أيام عرضهما على القناة الثانية السعودية.. والغريب أننا تعارفنا فيما بيننا على هذه التسمية، وكأننا لم نر في حياتنا سمينا وضعيفا معا إلا هذين الممثلين، وهما من أشهر ثنائيات هوليوود الكوميدية على الإطلاق.

وهذا الفيلم المسمى Stan & Ollie، يتابع قصتهما منذ قررا البدء بجولة في المملكة المتحدة عام 1953، وما بعدها من تبعات.

الفيلم يشرح باختصار وضع راسمي البسمات على وجوه البشر، وكيف أن هذه المهمة صعبة، ولها علاقة كبيرة بالحب والعاطفة والمشاعر الخاصة بهذا النجم الكوميدي، وكم من الصعوبات قد واجه، وكم دمعة ذرفها من الفشل والكبت حتى قبل خروجه على خشبة المسرح بدقائق.

وهذا ينطبق حتى على نجوم الكوميديا السعوديين، كما ظهر في حديثهم خلال اللقاءات المباشرة مثل النجم الكوميدي أسعد الزهراني، وأستاذ الكوميديا فايز المالكي وغيرهما، الذين يمضون وقتا من اللقاء ودموعهم لا تفارق عيونهم.

ولكن بعيدا عن الكوميديا ونجومها، فما هو القول عن راسمي البسمات على وجوهنا في الحياة العامة؟، عن الأب والأم والأخ والأخت الكبرى، وكل من قام على رعايتنا ونحن أطفال، ترتكز شفاهنا بالضحكات لأجل لعبة اشتروها لنا من أموال لم تصل إلى جيوبهم، إلا بعد سكب دمع عيون سهرت الليالي.

نحن ننظر أحيانا إلى والدينا أو أولياء أمورنا، بنوع من الغرابة في بعض التصرفات، فنتعجب من ملاحظتهم الزائدة لنا، ونتهرب من متابعتهم، حتى يصل بنا الحال إلى قطع الطريق عليهم بطرق مبتكرة لم تكن في وقتهم، وكل ذلك حتى لا يعلمون عن أخبارنا أو إخفاقاتنا شيئا، وكأننا ملائكة لا نخطئ، وما تزال محاولاتهم لمتابعتنا مستمرة، حتى وإن كبرنا.

إنهم لا يتابعوننا للتضييق علينا، بل وفاء منهم لدموعهم التي ذرفوها يوما علينا، فكيف لا نكون أوفياء لمن تعالت (ضحكاتنا على قدر دموعهم).

نظرة للسماء: ما خلف الدموع ينبئك بحرقتها، وما خلف الضحكات ينبئك بصفائها.