خطابات رؤساء الدول والوزراء تتم مراجعتها سلفا من لجان مختصة لتدقيقها، وحتى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- يستشير الصحابة فيما لا وحي فيه، وكذلك أحكام القضاة يتم تدقيقها وتمييزها والاستئناف عليها، والرسائل الجامعية والبحوث العلمية يتم تحكيمها أيضا. وبالتالي، فمن باب أولى أن تتم مراجعة وتدقيق وتجويد «خطب الحرمين» عبر «لجنة علمية مختصة».

وقد سبق لي أن تقدمت بتوصية في مجلس الشورى على تقرير رئاسة الحرمين، بعد أن فوجئت بأن خطب الحرمين يكتبها خطيبها بمفرده، ولا يطلع عليها غيره، وبالتأكيد فمن تم منحه الثقة الملكية بالإمامة والخطابة، فهو أهل لها، ولكن لا يعني هذا استفراد كائن من كان بمثل هذا المنبر المهم جدا والخطير للغاية.

وحينها، غرد فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم بحسابه في «تويتر» حول هذه التوصية، وأرفق ملفا بضوابط كتابة خطب الحرمين، وكذلك كان لي لقاءٌ عابر حوله مع معالي الرئيس العام، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في فعالية بجدة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومع كل محبتي وثقتي وافتخاري بجميع خطباء الحرمين، إلا أن انفراد كل واحد منهم بتقرير مصير خطبته الموجهة إلى مليارَي مسلم، محلّ نظر، ولا ينقِص من قدرهم مشاركةُ لجنة من الرئاسة نفسها، تراجع وتدقق وتجود وتراعي «المصالح الدينية والسياسية والأمنية» للوطن والمسلمين والإنسانية جمعاء.

فنأمل من رئاسة الحرمين «المبادرة» بتحقيق ذلك.