تأملت الفساد في العالم، ولا سيما في الوطن العربي؛ فوجدته أنواعا شتى، ولكن على رأسها «خمسة» ذات أولوية.

أولها الفساد «الفكري»، حينما يضل في دينه وفكره وسلوكه، فيصبح تقليدياً بلا تجديد، أو متطرفاً بلا اعتدال، أو إرهابياً بلا تسامح، فيستبيح ما حرم الله وهو يزعم محبته له، في حين أنه يعتدي على خلقه وعباده.

وثانيها الفساد «السياسي»، حينما يخون المواطن وطنه، ويصبح طابوراً خامساً لأنظمة معادية، أو تنظيمات سرية سواء دينية أو دنيوية، راديكالية كالقاعدة وداعش وحزب الشيطان ونحوهم، أو براغماتية كالإخوان والسرورية وباقي الجماعات «الإسلاموية» التي تتاجر بالدين عبر شعارات مخادعة وممارسات مضللة.

وثالثها الفساد «الإداري»، على حساب (الإخلاص)، وذلك حينما يستغل الإنسان مسؤوليته؛ ليحابي به، أو يتحامل فيه، حسب مصالحه الخاصة، على حساب المصلحة العامة.

ورابعها الفساد «المالي»، على حساب (الأمانة)، وذلك حينما يسترزق بالحرام، فينال الأموال السوداء عبر الرشوة، والمصالح المتبادلة والمشتركة، على حساب المال العام، وخدمة البلاد والعباد.

وخامسها الفساد «الأخلاقي»، ولا أعني به الخاص المستتر فهذا بينه وبين الله؛ ولكن أعني من استغل مسؤوليته فابتز بها لمصالحه الشهوانية المحرمة والمجرمة.

ولذا نجد أن سنة الله «الكونية» تحقق «السعادة» لمن تجرد من هذه الفسادات، فالإسلام ليس شعارات ومزاعم؛ وإنما اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان عبر الجوارح.

ولذا أقول: أرني «دينك» بقلبك وضميرك، ولسانك وبنانك، وسلوكك وأفعالك.