من المعروف طبياً أن عظام الأطفال لها ليونة تزيد عن ليونة عظام البالغين، ولذا فمن الطبيعي أن تجد طبيب العظام يحرص على التأكد من إصلاح أي مشاكل، حتى ولو كانت بسيطة في مرحلة الطفولة، لأنه يعلم صعوبة إصلاحها بعد البلوغ، لذا تجده يفرغ وقته للطفل أكثر من البالغ، أو على الأقل هذا ما يفترض أن يكون عليه الحال. فما دام أن الموضوع بهذه الحساسية البالغة، فوجب ألا يعمل الطبيب على 40 مريضا فأكثر في نفس العيادة وبنفس الموعد، ووجب ألا يعمل الطبيب وهو تحت ضغط نفسي، كشعوره بأن عمله غير مقدر، ولم يكافأ على ما قام به. فما بالك لو سحبت بعض البدلات من هذا الطبيب وهو يعتقد أنه يستحقها، ورغم سحب هذه البدلات إلا أنه يُطلب منه شراء بعض الأدوات الطبية الناقصة لمرضاه من حسابه الخاص، ويكون تقييمه على مقدار خسارته من حسابه الخاص. السؤال هنا: من المتضرر الأول والأخير في هذه الدوامة الطويلة التي تتعلق بأمور داخلية وخارجية في هذا المستشفى وغيره؟ بالتأكيد أنه ليس الطبيب ولا المستشفى، بل المتضرر هو الطفل الذي لم يتم تعديل عظمه وهو لا زال طرياً، ليستقيم هذا العظم ويسنده سندًا مستقيماً طوال حياته، حتى وإن مات ذاك الطبيب أو حتى أصبح (دهان بوية)، فلم يعد لهذا المريض علاقة بهذا الطبيب ما دام أنه أصلح عظمه في وقت لا زال قابلاً للتصليح. أما عن المعلم وما يحدث معه هذه الأيام في المدارس، فتجد أن هناك قرارات اتخذت من وزارة التعليم، وأصبح المعلم يعبر عن غضبه تجاهها في وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، حتى أصبح كلٌ يتفنن في ردة فعله بطريقة إبداعية لتنتشر على أكبر نطاق. فالمعلم وإن أخذ سباتاً صيفياً أو شتوياً أربعة أشهر أو حتى أربع سنوات، فهو لم يحدد هذه الإجازة من مزاجه، بل حددها من سحب من بعض البدلات. وإن كان هذا السحب للبدلات يراد به أن يعمل بشكل أكثر فاعلية، فمثل ما يتم قبول عذر القاضي من حضور محكمته، ومراقب الطيران من مركز مراقبته في حال كان يمر بظروف لا تجعله يعمل بشكل متقن، فمن الأولى أن يراعى (خاطر) من عدل عظم معلومات هذا القاضي وهذا المراقب في صغرهم وهو (المعلم). نظرة للسماء: يجب الحرص على وزن الرمح في أول إطلاقه مهما كلف الثمن، لأنه حتى وإن كثرت الخلافات بعد ذلك لعدم إصابته الهدف بعد إطلاقه، فإن ذلك لن يعيد الزمن إلى الوراء ليتم إعادة وزنه مرة أخرى.