كشف الصيدلي عبدالرحمن السويعدي لـ»الوطن» عن 5 مسببات للهدر الدوائي، بعد وصول الدواء للمريض منها: شفاء المريض قبل إكمال أدويته وبالتالي إيقافها، ووفاة المريض مع كمية متبقية من أدويته، وتغيير الخطة الدوائية للمريض بسبب عدم الفاعلية أو ظهور أعراض جانبية، ووصف الدواء المتكرر من أكثر من جهة صحية، إضافة إلى انعدام ثقافة التبرع بالدواء، مما ينتج عنه التصريف غير الآمن للدواء وهو ما قد يضرّ بالبيئة (الحيوانات مثلا) أو الاستخدام السيئ للأدوية كالإدمان أو المتاجرة بها في السوق السوداء.

رحلة اكتشاف الدواء

أوضح السويعدي أن رحلة اكتشاف الدواء تبدأ كفكرة أو سؤال في مخيلة باحث ثم تُبذل جهود عملية فردية ومؤسسية، للوصول لأفضل تركيبة كيميائية بفاعلية عالية وسمية أقل وشكل صيدلاني يناسب الشريحة المستهدفة من المرضى، ثم تبدأ مراحل اعتماد الدواء في المنظمات المعنية بالترخيص الدوائي، والتي تتطلب جهدا عاليا وتطبيقات آمنة للدواء بدراسات إكلينيكية محكمة، وهذه الرحلة تتطلب إنفاقا عاليا جدا يصل لمئات الملايين حتى يصل المنتج الواحد للسوق الدوائي، ومن ثَمَّ يأتي دور الأسواق المستهلكة للدواء (الدول مثلا)، من حيث الرقابة ورصد الآثار الجانبية للدواء والتشريعات الدوائية المتعلقة به. وقال: «حين يصل هذا الدواء للمستهلك بعد توفيره من قبل النظام الصحي (مجانا في النظام الصحي السعودي)، تكون تلك الأنظمة قد دفعت مبالغ طائلة لتوفيره بكميات كافية، والمستهلك قد يستمر في تناول الدواء لمدة محددة من الزمن، وبكميات محددة مثل المضادات الحيوية أو مدى الحياة بطريقة مقننة مثل علاج الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، وأمراض القلب والرئة».

أنواع الهدر الدوائي

أبان السويعدي أنه قد يحدث خلل في هذه المنظومة، يؤدي إلى ما يسمى بالهدر الدوائي، وهو على نوعين، من وجهة نظري، هدر دوائي داخل المنظومة الصحية، وله مسببات كثيرة ويؤدي إلى إتلاف كميات كبيرة من الأدوية، وقد بدأت الهيئة العامة للغذاء والدواء لدينا بنظام «رصد»، للتتبع الإلكتروني للدواء للحد من هذا النوع من الهدر الدوائي.

أما النوع الآخر فهو الهدر الدوائي بعد وصول الدواء للمريض، وقد يكون نتيجة لبعض الأسباب منها: شِفاء المريض قبل إكمال أدويته وبالتالي إيقافها، وفاة المريض مع كمية متبقية من أدويته، تغيير الخطة الدوائية للمريض بسبب عدم الفاعلية أو ظهور أعراض جانبية، وصف الدواء المتكرر من أكثر من جهة صحية، انعدام ثقافة التبرع بالدواء.

حلول مقترحة

أشار السويعدي إلى بعض الحلول المقترحة للحد من هذا الأمر، وذلك من خلال فتح قنوات رسمية لاسترجاع الدواء الزائد عن الحاجة لأي سبب، للاستفادة منه حال ثبت تخزينه بظروف ملائمة أو إتلافه بالطريقة الصحيحة والآمنة مع العلم أن المستشفيات لدينا في الوقت الحالي لا تقبل استرجاع الدواء، ولا توجد سياسات واضحة حيال هذا الأمر. وقد تُتبنى هذه الفكرة من قبل مؤسسات صحية رسمية أو تطوعية، كما يحدث في مجموعة من الدول والأنظمة الصحية. ومع هذ يجب ألا نُغفل أهمية التثقيف المستمر للمجتمع حول كيفية التخلص الآمن من الدواء أو كيفية إرجاعه للاستفادة منه، للوصول لمجتمع صحي تفاعلي مُستفيد وغير مُبذّر.

العلاج الخيري

أوضحت رئيس قسم العلاج الخيري بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز فايزة حلواني، أن هناك معاناة كبيرة مع المرضى المنومين وكذلك المرضى بالعيادات وأقسام الطوارئ بالمستشفيات التعليمية من عدم توفر الدواء خاصة للمرضى غير المسموح بصرفه لغير السعودي مما يؤدي إلى صعوبة استكمال الخطة العلاجية للمريض، وقالت: بدأنا بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بموضوع العلاج الخيري وتوفير الأدوية عن طريق رجال الأعمال والتجار بعد دراسة حالة المريض واستيفائه لشروط صرف الدواء.

وأضافت حلواني: بدأنا نواجه في بعض الأوقات ضغطا على الأدوية ولا يوجد لها تغطية مالية لتوفيرها لذا تم إطلاق مشروع التبرع بالدواء الفائض عن الحاجة وفق اشتراطات معينة كمعرفة ماهية الأشخاص المتبرعين بالأدوية هل هم من فئة الأطباء والطلبة أو فئة الأشخاص ذوي الدخل المتوسط فما فوق، إضافة لمعرفة آلية تخزين الدواء الفائض، وبعد التأكد من سلامة الدواء المتبرع به يتم فرزه وتصنيفه في الصيدلية ومن ثم صرفه للمستفيدين من الصيدلية الخيرية، مشيرة إلى أن مرضى التأمين الطبي هم أكثر المرضى تبرعا بالأدوية الفائضة عن حاجتهم.

أسباب الهدر الدوائي بعد وصول الدواء للمريض

- شِفاء المريض قبل إكمال أدويته وبالتالي إيقافها

- وفاة المريض مع كمية متبقية من أدويته

- تغيير الخطة الدوائية للمريض بسبب عدم الفاعلية أو ظهور أعراض جانبية

- وصف الدواء المتكرر من أكثر من جهة صحية

- انعدام ثقافة التبرع بالدواء