من الجميل، وحقنا، والواجب على الدول الشقيقة (الخليجية والعربية والإسلامية) والصديقة (الدولية) إدانة أي عمل عدواني يقع على وطننا، وآخره الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو في بقيق وخريص.

ولكن هنا أشير إلى أمرين:

الأول أنه حتى مجرد الشجب والاستنكار والإدانات وجدت فيها شخصياً -عبر عملي البرلماني ورئاستي السابقة للجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية في الاتحاد البرلماني العربي، الذي يجمع كل برلمانات الدول العربية- صعوبات بالغة، بسبب ممانعات دول عربية محسوبة على محور إيران الصفوية، وهو مجرد بيان وظاهرة صوتية فكيف بالأفعال.

الثاني أن الدول الشقيقة والصديقة حينما تدين هذه الأعمال فهو واجب عليها أولاً، ونشكرها عليه ثانياً، ونعتب على الصامتين حتى عن مجرد الإدانة اللفظية ثالثاً.

ولكن هذه الإدانات تبقى مجرد موقف صوتي ولا بد من فعل يؤكدها، ويعزز مصداقيتها، لا سيما لمن كان بمقدوره فعل ذلك ممن له علاقات فضلاً عن صداقات وربما مصالح مع العدو الفارسي.

وأنا هنا بصفتي مواطن وكاتب أعبر عن رأيي، وأرى من الواجب الديني والقومي والوطني أن تكون علاقاتنا مبنية على «الأفعال» الصادقة، وأما من يجاملنا بلسانه فضلاً عمن يعادينا بأفعاله فلا أرى من الحكمة المجربة خلال عقود أن نغفر له خذلانه، وهذا ليس من الكرم ولا التسامح؛ بل أنتج دولاً تتذاكى علينا، ويجب ألا نكرر أخطاءنا التي أورثتنا هذه النتائج للأسف الشديد.