صادف اليوم الوطني الـ89 للمملكة أن أقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكالة الرئاسة بالمدينة ملتقى الإعلام والتقنية ودورهما في إبراز منجزات وخدمات الحج وجهود الدولة تجاه ضيوف الرحمن، فأمضيت يوما في نبع الحنان والروحانية طيبة الطيبة بصحبة نخبة من الزملاء الذين أثْروا جلسات الملتقى، وجعلت مع نفسي قاصا لرحلة تلك اليوم، فتذكرت معها أكثر من موقف جمعني بالأحبة في ربوع طيبة، من بينها زيارتي للمدينة المنورة قبل التوسعة العملاقة السعودية غربا وشمالا، والتوسعة الجديدة التي يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، ويتابعها ليلا ونهارا أميرها الأديب الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يقتطع الوقت ليشهد مع جموع المصلين أياما من الأسبوع في الروضة الشريفة يتجول على المشاريع يرافقه نائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل، حيث يقفان بنفسيهما على مسيرة وإنجاح هذه الصيانة والتوسعة في الحرم النبوي الشريف.

جلست في معيته ذات يوم على مائدة الإفطار في رمضان، فكان حديثه للحضور هو اهتمام الملك -وفقه الله- أن يرى المدينة المنورة كما خطط في ذهنه، ويؤكد حرصه بين الحين والآخر الوقوف بنفسه ويصل إلى المدينة المنورة ليقيم فيها الليالي للوقوف على احتياجات المسجد النبوي، وتوفير الخدمات للزوار، ويقف سموه مع كل زائر في الروضة يستمع إلى رأيه واقتراحاته ويتذكر معه اهتمام الدولة السعودية المباركة في الحرمين، فهنيئا لطيبة بأمير كرّس وقته لأهاليها وخدمة مسجد رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.

وموقف آخر جمعني بسموه الكريم عند إنشاء قناة السنة، فقال سموه اهتموا بالترجمات واللغة وراجعوها، وطلبت حينها مكتبا للقناة فوجه حينها بتخصيص مكتبه -وفقه الله- ليكون أستديو إضافيا للقناة، فقلت شكرا سمو الأمير على تنازلكم وكرمكم، والمواقف معه كثيرة لكن هذه المرة كان موقفي معه تجلى في أن يخصص من وقته ووقت سمو نائبه لحضور الملتقى الخاص بالإعلام والتقنية، وتزامنه مع اليوم الوطني الشامخ في عامه الـ89 يرافقه رئيس شؤون الحرمين الدكتور عبدالرحمن السديس، ووكيل الرئيس الشيخ محمد الخضيري، إذ جمعهم مجلس كرَّس فيه سموه الحديث حول الاهتمام بالرئاسة وما يخدم زوار مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذه توجيهات الملك -حفظه الله- وحرص ولي العهد الدائم على الدعم المستمر لهذا القطاع المهم.

وقف سموه في نبع الحنان طيبة ليكرَّم كل جهد بذل في خدمة ضيوف الرحمن في هذا اللقاء الذي أبدعت فيه أيادي الزملاء في وكالة الرئاسة في المدينة المنورة، ودعم الجهات الحكومية، ونجاحات العمل التطوعي من قبل القطاع الخاص الذي هو إحدى ثمار رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد لتحقيق النجاح في رسالة الحرمين إلى العالم.

كانت رحلتنا قد أشرفت على النهاية مع غروب شمس ذلك اليوم في طيبة، فوجدت فرصة الزيارة والحديث مع شيخنا الدكتور علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، الذي تعافى من وعكة صحية، ولله الحمد، وجدت عنده عمالقة الوفاء أئمة المسجد النبوي بقيادة رئيسهم الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، والشيخ صلاح البدير، والشيخ أحمد بن طالب، وأعلاما من المدينة تقديرا لمكانة العالم والإمام الذي تربى في روحانية الروضة الشريفة، ونبع الخير والحنان طيبة الطيبة حرسها الله.

شكرا لأمير المدينة المنورة ونائبه وللرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكالتها بالمدينة، على إعطائي فرصة نقل هذه الوقفات في روحانية المدينة التي ينتظرها مستقبل مشرق بعد اكتمال التوسعة العملاقة للحرم النبوي، بإذن الله.