يوماً بعد يوم، تظهر لنا قصة متسول أو متسولة، يملكون ثروات طائلة تجعلهم يعيشون حياة مليئة بالرفاهية، على عكس أولئك الذين يصحون باكرا ليذهبوا إلى أعمالهم ويكافحوا حتى يحصلوا على لقمة العيش بعرق جبينهم.

قبل فترة انتشرت قصة المتسولة التي كانت تتسول في مدينة جدة، وبعد وفاتها وجدوا لديها ما يقارب 6 ملايين ريال نقدا، ومجوهرات تصل قيمتها إلى 216 ألف دولار، بالإضافة إلى أربعة عقارات! دعوني أسأل، كم مواطنا سعوديا يملك 6 ملايين ومجوهرات تصل قيمتها إلى قرابة المليون ريال وأربعة عقارات؟!

في لبنان، بعد أن أغلق بنك «جمّال ترست بنك» وجدوا في الحساب البنكي الخاص بالمتسولة وفاء محمد عوض أكثر من 900 ألف دولار، وهو ما يعادل3,375,000 ريال سعودي، ونحن نعرف جيدا أن لبنان يعاني من سنوات طويلة اقتصاديا بسبب حزب الله وغيره، فكيف استطاعت جمع هذه الثروة الكبيرة؟!


دعك من هذا كله، فأنا رأيت بأم عيني متسولة عند أحد المحلات التجارية بجدة، في يدها اليمنى جوال تتحدث به، وفي يدها اليسرى ساعة ذهبية اللون ويبدو لي أنها «ماركة». إذا كانت جائعة ولا تجد طعاما، لماذا لا تبيع الساعة والجوال وتأكل؟!

لست ضد الصدقة، فهي تطفئ غضب الرب، وتقي مصارع السوء، ولكن علينا الحذر كثيرا من أولئك المتسولين، فهم يملكون أضعاف ما نملك، وعلينا ألا نعطي إلا «المحتاج»، والأقربون أولى بالمعروف.