وجدت مع ابني كتاباً مقرراً في الجامعة بعنوان «الثقافة الإسلامية»، فاطلعت عليه، وأعجبني بعمومه في غرس القيم الدينية، ولكني لاحظت أنه أغفل تضمين الثقافة القومية (العربية) لاسيما أنها لغة القرآن الكريم وعِرق «الرسول» - صلى الله عليه وآله وسلم - و«الآل» - عليهم الصلاة والسلام - و«الأصحاب» - رضي الله عنهم -، وأغفل الثقافة الوطنية (السعودية) مع أنها بلاد الحرمين الشريفين، وهو ضمن سياق الفكر «الأممي المؤدلج» الذي صدّر الولاءات للخارج على حساب «العروبة والوطن».

في حين أن الواجب تربية النشء على احترام قوميته، ولو كانت غير عربية، ووطنه ولو كان غير إسلامي، فالإسلام لا يتعارض مع الاحتفاء بالعرق والوطن، وهذه الشيطنة للقوميات والأوطان حد وصفها بأنها من «الجاهلية» يزرع بذرة «التطرف» ومن ثم «الخيانة» و«الإرهاب»، فيكون الجيل لقمة سائغة للتجنيد الإسلاموي «الحزبي المتأسلم».

لذا ينبغي على وزارة التعليم أن تراجع المناهج الجامعية، وتربيها على أن الثقافة «الإسلامية» هي (جملة العلوم والمعارف والفنون) التي لا تتعارض مع «الإسلام»، وليس بالضرورة أن تكون ناشئة عنه، وفرق بين الثقافة «الدينية» والثقافة «الإسلامية»، والخلط بينهما خطر فكري له ما بعده، فالإسلام يتبع مبدأ (الحكمة ضالة المؤمن) بغض النظر ممن جاءت، ما دامت لا تخالف الدين.

وعليه كم نحتاج لمراجعات كبيرة وشاملة لتعليمنا وثقافتنا وتنقيتها من الأدلجة المتطرفة التي جاء بها كهنوت «الإخوان» المتأسلمون.