تابع المحللون السياسيون اتفاق الرياض وكلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي أعلنها في مراسم توقيع الاتفاقية بين الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي، والتي عدها كثير من المراقبين لحظة انتصار الإرادة اليمنية على ما يراهن عليه بعض الحاقدين على اليمن من أن هذا الاتفاق لن يوقع.

لكن الجميع ودون استثناء حضر وبارك ووقع برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمباركة وحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في محفل ضم الإخوة الأشقاء في اليمن العزيز.

وكانت الكلمة التي افتتح بها الأمير محمد بن سلمان قبل التوقيع تحمل عدة مضامين أراد منها أن يؤكد على مسيرة سياسة المملكة تجاه اليمن الشقيق، وأراد أيضا أن يبعث برسائل هامة تصل للقاصي قبل الداني في هذا العالم الذي يتابع ما يجري في الرياض، مشيرا إلى أننا مع اليمن قلبا وقالبا.

لقد جاءت عدة مضامين في الكلمة الافتتاحية مقدمتها الترحيب بالأشقاء في بلدهم الثاني المملكة، إذ قال سموه كل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة، وأن الحب والتلاؤم بين المملكة واليمن هو امتداد لعلاقات متجذرة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأن المملكة ستظل دوما مع اليمن حريصة على استقراره وساعية في ازدهاره.

وذكر ولي العهد أن حكمه أبناء اليمن تسمو فوق كل التحديات، ومما لا شك فيه أن إبراز سموه لبعض النقاط نابعٌ من حرص خادم الحرمين الشريفين ومن حرصه الشخصي الكريم على ما يربط البلدين من أواصر الدين والقربى والجوار التي كما ذكر ولي العهد في هذا السياق أنه صدرت التوجيهات من خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين في المملكة ببذل كل الجهود من أجل رأب الصدع بين الأشقاء في اليمن، وستظل المملكة دوما مع اليمن كما كانت دوما.

ومن مضامين هذه الكلمة الضافية تلك الملامح الرائعة للوفاء بين البلدين الشقيقين المملكة والإمارات والتي قال عنها سموه «أشكر في هذه المناسبة أخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأنوه بما قدمته الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من تضحيات جليلة في ساحات الشرف مع جنودنا البواسل وزملائهم في بقية قوات التحالف».

نعم كانت الرياض محطة وفاق للأشقاء في اليمن كما هي عادة هذه الدولة في رعاية المصالحة بعد الخلافات التي تطرأ بين الأشقاء أحيانا ويلجأون إلى بيت العرب وحكمة العرب الرياض وحكامها في تلاق على الخير والمحبة التي تكنها قيادة وشعب المملكة لكل الأشقاء والأصدقاء، وهي سياسة سارت عليها المملكة منذ عهد التأسيس، عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله.

لقد فرح الجميع بنجاح هذا الاتفاق، ورأينا كبريات دول العالم تبارك الخطوة كالولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول أوروبا، فضلاً عن الأشقاء من أبناء الوطن العربي، ونتمنى أن يكون الاتفاق فاتحة لاستقرار اليمن وشعبه وهي رسالة للميليشيات الحوثية أن اليمنيين لن يفرطوا في ذرة تراب من وطنهم، وأن عليهم أن يلجأوا للسلم الذي يعيد الاستقرار لليمن تحت مظلة الشرعية التي يقودها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وإلى مزيد من الوفاق لكم أيها اليمنيون لنحتفل عما قريب بوحدة وطنية شاملة للأشقاء في اليمن بإذن الله، وطاب اليمن سعيدا على مر العصور.

وفق الله الجهود، شكرا لك خادم الحرمين الشريفين، ولك سيدي محمد بن سلمان، ودام وطننا بخير.