أستغرب ردة فعل البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بشأن لائحة المحافظة على الذوق العام التي تباينت بين المعجبين المرحبين وبين المنتقدين المتعجبين، لا أدري هل الفريق الآخر يفضل الفوضى والعبث بالممتلكات وعدم احترام ذوق الناس ومشاعرهم وخصوصياتهم أم ماذا، هل يعجبهم مثلاً الكتابة على الجدران والمباني والمنشآت وتشويها أم هل يعجبهم رمي النفايات والمخلفات على قارعة الطريق، أم يعجبهم مشاهدة البعض في المساجد أو الأماكن العامة بملابس النوم أو الملابس القصيرة، أم يعجبهم أن يروا البعض يقود سيارته وقد وضع عليها بعض الصور الخليعة أو مشغل الموسيقى الصاخبة أم يعجبهم وقوف البعض بسيارته بجانب أي طريق ثم النزول لقضاء الحاجة أمام الملأ، أم يعجبهم اختراق خصوصياتهم بتصوير عائلاتهم وأطفالهم في أي مكان ونشرها دون إذنهم أو علمهم، أم أم أم. أشياء كثيرة تدخل ضمن لائحة الذوق العام يعرفها الجميع حق المعرفة لكن للأسف لا يطبقها الكثير منا، لماذا؟، أعتقد أن الأسباب مختلفة منها وازع الدين والأخلاق والعادة وعدم وجود العقاب، والآن (وجد العقاب ولله الحمد) ومن النافلة نقول إن جميع القيم التي ذكرت في اللائحة تعد تطبيقا عمليا للأخلاق الإسلامية التي حث عليها ديننا الحنيف، فهي في الحقيقة من ثوابت ومسلمات الإسلام، بل ومن موجبات الشريعة الإسلامية السمحاء التي تؤكد الأدب الرفيع ومحاسن الأخلاق والذوق العام. وقد جاء (الحياء شعبة من شعب الإيمان) و (أحسنكم أحسنكم أخلاقاً) و (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث التي تدعو إلى السلوك الحسن الذي يجب أن يسلكه المسلم في حياته. أهل الغرب كانوا من أجلف وأصعب المجتمعات لكن القانون الصارم هو ما هذب أخلاقهم وجعلهم يلتزمون ويحترمون القواعد حتى أصبحت عادة ضمنية تربوا وربوا أبناءهم عليها، ولم تكن ديناً يتبعونه ويهتدون به كما هو الحال عندنا. لو طبقنا ما يمليه علينا ديننا الحنيف من قيم ومثل ومبادئ وأخلاق لما احتجنا لمثل هذه اللوائح والجزاءات في مجتمعنا، علينا أن نعتز بديننا وقيمنا وأخلاقنا ونجعلها ضمن يومياتنا ونربي أبناءنا عليها. طالما أن الكثيرين منا لم يلتزموا بتلك القيم النبيلة فكان لا بد من تطبيق مثل هذه اللوائح التي تتضمن العقاب الرادع لمن يخالف ما من شأنه خدش الحياء والعبث بالممتلكات العامة والخاصة، والتدخل في خصوصيات الناس بالتصوير والتشهير، وخرق الذوق العام بصوره وأشكاله وألوانه ومسمياته المختلفة، والجزاء من جنس العمل.