أكدت المملكة على أهمية تعزيز العلوم والثقافة والفنون للإسهام في إفشاء الحوار والتواصل بين الأمم، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وكان هذا آخر ملمح حدده وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، في آخر حراك ثقافي للوزارة على المستوى الدولي، وهو يرأس وفد المملكة في مؤتمر «اليونيسكو» العام في دورته الـ40.

وفي كلمة له بالمؤتمر، شدد على أن المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تنظر إلى الثقافة في مفهومها العام، بوصفها أحد أبرز الأسس التي تدعم التوجهات للتطوير البشري، ومد جسور التفاهم بين المجتمعات، من أجل النهوض بعالم أقوى، تترابط فيه الشعوب باختلاف ثقافاتها.

ركائز التحول الوطني

أعلنت المملكة، منذ 5 سنوات، أن الثقافة والفنون تعدان من ركائز التحول الوطني من خلال رؤية 2030، ويتمثل هدفهما في الإسهام في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

وفي هذا الاتجاه خطت خطوات واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارا عبر رؤية 2030 الطموحة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، ويؤكد وزير الثقافة «سرعان ما بدأت ملامحها تنعكس بشكل إيجابي في عدة قطاعات ومن ضمنها التعليم والثقافة والفنون».

مجددا عزم المملكة إكمال مسيرتها في تعزيز العمل المشترك في اليونيسكو وتحقيق رسالتها وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، تحت مظلة العمل الجماعي المشترك.

رؤية وتوجهات

أُطلقت رؤية وتوجهات وزارة الثقافة يوم 27 مارس 2019، وهي تمثل إطار العمل الذي تنهجه وزارة الثقافة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة.

وحددت رؤية وتوجهات الوزارة ثلاثة أهداف رئيسية، هي: الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.

لتتماشى هذه الأهداف بدقة مع المحاور الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

وفي هذا الإطار، تسعى وزارة الثقافة إلى تطوير الإمكانات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع الثقافي، من خلال بث كافة جوانب التراث الثقافي السعودي في أوصال الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، مما يجعلهم ينعمون بحياة عامرة وصحية.

وقد حددت وزارة الثقافة 16 قطاعا فرعيا ذات أولوية للتركيز عليها في عملها، ومن أجل تعزيز قدرتها على أن تقود وبفعالية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي. وتنص رؤية وتوجهات الوزارة على استحداث 11 كيانا ثقافيا لتنمية القطاعات الثقافية.

عضوية تنفيذي اليونيسكو

وزارة الثقافة هي المشرفة على القطاع الثقافي في المملكة، وكانت تابعة لوزارة الإعلام ثم انفصلت عنها لتصبح وزارة مستقلة بأمر ملكي من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2018.

واهتمت المملكة بتطوير قطاع الثقافة والفنون ضمن رؤية السعودية 2030، وهي عضو مؤسس وداعم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، إضافة إلى حصولها على مقعد في المجلس التنفيذي لليونيسكو في انتخابات نوفمبر 2019، ويشغله وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان ممثلا للمملكة.

4 محاور

ترتكز مهام الوزارة على أربعة محاور أساسية، وهي: القيادة والدعم والرعاية والتطوير، حيث تقود الحركة الثقافية في السعودية وتعرض الجوانب الثقافية منها، وتحدد الممتلكات التراثية للمملكة وترعاها، وتضع الأطر التنظيمية والشرعية اللازمة لتطوير القطاعات، وترعى الإرث الثقافي، وتطور المواهب وتسهل المبادرات. وتعمل الوزارة على تنمية وتعزيز المشاركة المجتمعية المعنية بالثقافة، عبر خطة متكاملة، تحفز على المشاركة بما يسهم في تنمية الثقافة والتراث التي تفتح للعالم فرصة الاطلاع عن كثب على كنوز الحضارات الإنسانية وأسرارها التي شكلت تكوين المجتمعات وأسهمت في هذا الثراء الثقافي، وامتد أثرها إلى قارات العالم.

وعلى الرغم من احتواء رؤية المملكة 2030 على العديد من الأهداف الطموحة في مختلف المجالات، إلا أن ما يلفت النظر فيها اشتمالها على دعم الثقافة والترفيه باعتبارهما عنصرين أساسيين من مقومات جودة الحياة، من خلال إشراك المجتمع بشكل مباشر في التنمية وتحقيق السعادة له.

الفرقة الوطنية للموسيقى

بعد عقود من تقلص حتى الانتهاء لفرقة الموسيقى بالإذاعة السعودية التي كانت تضم بين أفرادها رواد ورموز الموسيقى السعودية الحديثة، من أبرزهم الملحنون عمر كدرس وسامي إحسان وغازي علي، أسست وزارة الثقافة الفرقة الوطنية للموسيقى عام 2019، لتمثل المملكة في المحافل الموسيقية العالمية والإقليمية، ويشرف عليها الموسيقار عبد الرب إدريس، وتضم الفرقة 26 عازفا سعوديا، وتتخذ من مركز الملك فهد الثقافي مقرا لها، وكان أول ظهور رسمي للفرقة في حفل ضمن فعاليات سوق عكاظ بالطائف.

الاستثمار الثقافي

أكدت الرؤية على أمر مهم جدا، وهو أن واقع الفرص الترفيهية والثقافية لم يرق إلى الإمكانات الهائلة التي تختزنها الأرض السعودية، ثقافة وتاريخا وحضارة، ولا يناسب الوضع الاقتصادي المزدهر للمملكة، وشهد الواقع الثقافي المحلي على مدى الـ5سنوات الماضية حراكا مختلفا، يتماهى مع التغيير المنشود والتحول المرتقب، إضافة إلى إنشاء المتحف الإسلامي الضخم في الرياض، ستتم تنمية الثقافة، وإتاحة فرص الاستثمار فيها بمهرجانات وبرامج تتفق والحالة الرقمية التي يعيشها العالم.

وحددت الوزارة ذلك من خلال دعم جهود القطاعين غير الربحي والخاص في تنظيم المهرجانات والفعاليات، كما سيتم تفعيل دور الصناديق الحكومية في الإسهام بتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين السعوديين وغيرهم على الاستثمار الثقافي والترفيهي.

وسيتم عقد شراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة للمشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها.

انفتاح وسينما

نفذت المهرجانات والفعاليات الثقافية، منذ سنوات، تطبيق (ضيف الشرف) كتقليد عالمي مألوف.

ولم يفت المملكة الالتفات لهذا الجانب، واستضافت عدة دول من كل قارات الدنيا، انطلاقا من رؤية إستراتيجية للعلاقات السعودية مع الآخر والثقافات المختلفة، وهي الرؤية التي تشهد في الوقت الراهن نموا لافتا على الصعيد الثقافي، من خلال عدد من المهرجانات المزمع تنفيذها من قبل الوزارة، لعل أكثرها ترقبا، «مهرجان البحر الأحمر للسينما الدولي»، ناهيك عن تفعيل المهرجانات السابقة ذات البعد الدولي، وأبرزهما مهرجانا الجنادرية، وسوق عكاظ، مادة جسور التعاون الثقافي العربي والدولي، وتحقيقا لما يعرف بـ«القوة الناعمة»، وتبرز الفنون وفي مقدمتها السينما إحدى أبرز ملامح هذه القوة، وتماهيا مع إقرار افتتاح دور للعرض السينمائي في السعودية، تعالت طموحات وتطلعات المثقفين والفنانين، آملين أن المرحلة القادمة تمثل أهمية كبيرة في صناعة السينما بالسعودية.

ومهرجان البحر الأحمر المرتقب يأتي ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي تسعى لحركة ثقافية على المستوى المحلي والعربي والعالمي، والمهرجان سيمثل منصة مهمة في تلك الخطة.

والمهرجان هو أحد المبادرات التي تصدر عن مؤسسة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، وهي مؤسسة حديثة تم تسجيلها كإحدى الجهات الفاعلة التي تعنى بدعم قطاع الأفلام المحلية، ويرأس وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مجلس أمناء المؤسسة.

وإضافة إلى هذا المهرجان، يرى مراقبون «أن الخطوات الخاصة بالسينما السعودية تقفز بشكل جيد وتتحرك في اتجاه مخطط له ومدروس بشكل واضح، ضمن مسيرة كاملة للتنظيم أعلن عنها خلال مهرجان (كان الماضي)»، وأن الوزارة لديها أجنحة كثيرة تعمل من خلالها على دعم الحركة الثقافية والفنية بشكل عام، حيث لا يقتصر العمل على المجال السينمائي فقط.

تراث عالمي

توجد في السعودية خمسة مواقع تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي بعد أن أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، حيث كانت البداية مع موقع مدائن صالح الذي تم إدراجه سنة 2008، ثم تمت إضافة حي الطريف في منطقة الدرعية القديمة في 2010.

كما تم تسجيل منطقة جدة التاريخية في 2014، وفي عام 2015 تم تسجيل الفنون الصخرية في منطقة حائل لتكون على قائمة التراث العالمي.

القمة العالمية

ستستضيف المملكة في مارس المقبل، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي ستمثّل ملتقى سنويا عالميا لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين الجهات والشركات الفاعلة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي محليا ودوليا، لوضع هذا العلم المتطور في سياق خدمة البشرية جمعاء.

قائمة مؤقتة

قامت اليونيسكو في 2015 بإضافة عشرة مواقع سعودية إلى القائمة المؤقتة.

أما في التراث غير المادي تضم لائحة التراث العالمي فن الصقارة (البيزرة) هواية (تربية الصقور والصيد بها)، وهي هواية عريقة وقديمة في منطقة شبه الجزيرة العربية وعدد من الدول العربية الأخرى، أيضا القهوة العربية أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي في السعودية تحت عنوان «القهوة العربية رمزاً للكرم».

وأدرجت عام 2015 العرضة النجدية ضمن التراث العالمي اللامادي تحت عنوان «العرضة النجدية - رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية»، كما تسمى أيضا بالعرضة السعودية.

فيما أدرجت ضمن التراث العالمي غير المادي، أيضا، رقصة المزمار الشعبية، وهي من الرقصات التقليديّة في الحجاز، وتمارس غالبا في المناسبات العائليّة أو الوطنيّة، وفن القط العسيري وهو أحد الفنون التجريدية التي نشأت في منطقة عسير تقوم به النساء لتزيين بيوتهن.

فرقة وطنية للمسرح

وعلى غرار تأسيس الفرقة الوطنية للموسيقى، تضمنت مبادرة وزارة الثقافة، وفي حفل كبير بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، إطلاق الفرقة الوطنية للمسرح، وعين الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل رئيساً للفرقة الوطنية للمسرح، واُختير مركز الملك فهد الثقافي بالرياض المقر الرئيس للفرقة، وتعد الفرقة واحدة من المبادرات التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والمكونة من 27 مبادرة ثقافية.

القطاعات

حددت الوزارة ضمن إستراتيجيتها العامة 16 قطاعا تخدمها مبادراتها:

اللغة

التراث

الكتب والنشر

الموسيقى

الفنون الأدائية

الشعر

الفنون البصرية

المكتبات

المتاحف

التراث الطبيعي

الأزياء

تأسيس 11 كيانا ثقافيا لتنمية القطاعات المحددة

أعلنت وزارة الثقافة ضمن إستراتيجيتها العامة في مارس 2019 عن إطلاق 27 مبادرة وهي:

الأفلام والعروض المرئية

المواقع الثقافية والأثرية

الطعام وفنون الطهي

المهرجانات والفعاليات

العمارة والتصميم الداخلي

تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية

تأسيس صندوق «نمو» الثقافي

إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي

تطوير المكتبات العامة

إقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

تأسيس الأرشيف الوطني للأفلام

برنامج التفرغ الثقافي

برنامج ثقافة الطفل

برنامج ترجم

أكاديميات الفنون

مجلات الآداب والفنون

معرض الفن السعودي المعاصر

الفرقة الوطنية للموسيقى

الفرقة الوطنية للمسرح

مركز موحد للخدمات والتراخيص الثقافية

بيوت الثقافة

المهرجانات الثقافية

توثيق التراث الشفهي وغير المادي

الجوائز الثقافية

بينالي الدرعية

المتاحف المتخصصة

مبادرة الكتاب للجميع

أسابيع الأزياء

مهرجان الطهي الوطني

الفن في الأماكن العامة

تأشيرة الفنان

مدينة الثقافة السعودية