مشكلتنا أننا حينما نكتب شيئاً، أو يغرد الناس بأشياء وتصبح «ترند»، فيكون حالنا إما بتجاهل ما كتبناه وهو الغالب وعنه كتبت مقالي هنا بعنوان (الرد الغائب)، وإما برد ينكر ويكابر.

وللأسف هذا حال غالب الجهات حتى في ردها على قرارات برلمانية من مجلس الشورى، فلا هم الذين بادروا ولم يقصروا، ولا هم الذين أجابوا باعتراف وشكر وتقدير، ولا هم حتى نفذوا ولو بصمت، وإنما تقصير يعقبه تجاهل وتماد في الإهمال ومن أمن العقوبة أساء التصرف.

ومن ذلك مثلاً التعامل مع الاختراع والمخترعين، فبدلاً من أن يُنشأ مركز وطني «فاعل»، ويستقبل هاتفياً المخترعين ولو بفكرة، وتتم مقابلتهم وتشجيعهم، فضلاً عن تبني أفكارهم، والاستفادة من اختراعاتهم، لتحقيق رؤية الدولة 2030 لنكون دولة صناعية وتقنية؛ إذا بنا نرى الصرف الهادر للأموال في دعايات مضللة لإنجازات وهمية دون ثمرة نراها عياناً.


وفي مطلع هذا العام 2019 الذي سنودعه بعد أيام نشرت إحدى الصحف تقريراً عن براءات الاختراع السعودية وأنها بلغت 664 اختراعاً فقط، ومع ذلك بقيت في الأدراج، مع أننا في المرتبة الـ23 عالمياً من بين 92 بلداً للعام 2017.

ولنتذكر المخترع الياباني (ناكاماتسو) الذي بلغت اختراعاته 3200 براءة اختراع بلا تعقيد في الإجراءات ولا تحطيم للروح المعنوية بل احتفاء وتقدير وتشجيع حتى صارت اليابان دولة صناعية متميزة.

فمتى نلتفت للمخترعين ونحتضنهم ونشجع «الاختراع»؟