الكل يتساءل عن الأهداف التي تسعى ميليشات الحوثي إلى استهدافها في السعودية والإمارات، فإستراتيجياً الإجابة يمكن تناولها: ما هي الإستراتبجية الإيرانية في حربها على دول المنطقة؟ أو إذا سألنا: ما هي الأهداف التي تريد إيران استهدافها؟ السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها لكن الفكرة تقوم على إستراتيجية التطرف التي تنتهجها إيران في عرقلة وصول البواخر العملاقة إلى موانئ الإمارات بالتوازي مع وقف صادرات السعودية النفطية نهائيا، بينما استهداف محطات تحلية المياه مجرد تحصيل حاصل.

في الشأن اليمني، الأهداف الاقتصادية التخريبية الإيرانية في اليمن هي التي تم إحصاؤها سنة 2006، وتلك حقبة بداية تمرد ميليشيات الحوثي، وخلاصتها: قطاعات الخضراء وشمال سناو وفرتك وحبروت وشحن في المهرة، وقطاعات جنوب حرز وثمود وسقطرى ودوس وغرب منوخ وشمال العرمة في حضرموت، بينما في شبوة سيتم استهداف قطاع بير علي، أما في الحديدة فسيتم استهداف قطاع المخاء، وسيتم الاستماتة الدفاعية عن قطاعات أنتوفاش والكثيب وشمال شرق الحديدة. ما سبق سيكون بنك الأهداف للمرحلة الأولى، بينما المرحلة الثانية ستكون قطاعات: عدن أبين التابع لشركة برن إنرجي البريطانية، ثم قطاعات الجوف وشمال بالحاف والريان التابع لشركة جي إس بي سي الهندية، ثم قطاع جنوب ساو التابع لشركة أو إم في النمساوية في المهرة، ثم ضربات متتالية لقطاعات وادي عمد ووادي أرت في حضرموت التابعة لشركة ميدكو إنرجي الإندونيسية، وكذلك وادي البنين لشركة دي أن أو النرويجية.

فيما يخص تعز فستقاتل بضراوة في قطاع الوازعية النفطي وكذلك ممر الملاحي لباب المندب، وكلها تندرج في باب الأهداف الميليشاوية الخفية، والمفاجئة، نظرا لأن العالم سيركز على أهداف واضحة.

يبقى السؤال الإستراتيجي الكبير: ما الحل لمواجهة المخطط الإيراني الحوثي المشترك؟ إذا علمنا بأن الإستراتيجية الإيرانية تقوم على تفكيك المجتمع المتلاحم والمندمج واللعب على الخلافات والنزاعات، لذلك الحل في التركيز فقط على إسقاط العاصمة صنعاء عسكريا، والتركيز على صنعاء فقط هو الحل الإستراتيجي الأمثل نظرا لأن مدن ذمار وصعدة وعمران والبقية ستتهاوى تلقائيا، وسينفرط عقد الحوثية مع سقوط صنعاء، كما لم يفت التأكيد على أن الشعار القومي العربي لمجابهة الحوثية هو الجمهورية أولاً، والخلافات حول الوحدوية تنحى جانبا.