الإعلام السعودي يستمد قوته من مواقف المملكة ومكتسباتها، ورغم أن عمره تجاوز الـ95 عاما منذ ظهور جريدة «أم القرى» عام 1924، إلا أن الكهولة لم تصب مفاصله، وحافظ على رشاقته بشكل متوازٍ مع تطور المملكة.

ولا يزال الطموح عاليا في أن يصنع الإعلام السعودي بمختلف وسائله الحدث ولا يكتفي بالتعليق عليه، وأن يتجاوز بعض تقاليده الإعلامية القديمة وأولوياته، فلا بد من تطور.

وهذه البلاد الحاضرة إعلاميا لديها معرفة دقيقة بما تريد إيصاله، وبناء إستراتيجية لفعلها الإعلامي تتم مراجعتها وتجويدها دوريا، مع استخدام النفَس الطويل والتكثيف المتنوع للرسالة الإعلامية، ومعرفة جمهورها المستهدف، ورسائلها للداخل تختلف عن مضامين ما توجهه للخارج دون تناقض.

وأتت النجاحات التي حققها الإعلام السعودي الرسمي في فتراته الذهبية المبكرة، نتيجة وجود كفاءات وطنية، لكن انحسرت مشاركات المثقفين في وسائل الإعلام، وانكمشت برامج التدريب، وكان من نتائج هذه الأوضاع المتراكمة، سطحية في الأداء المهني، وضعف في العرض، وضحالة في المضمون، وفي عدم تعويض الكفاءات المتسربة بمثلها أو بأفضل، وعندما تفقد الوسيلة الإعلامية جاذبيتها وتأثيرها تخسر أهم أسباب البقاء، ألا وهو تعلق المتابع وارتباطه بها.

ولا يمكن أن تستعيد مكانتها إلا عبر جهد أصيل، يسبقه تشخيص واقعي، ورغبة صادقة في إثبات الوجود وإعادة هيكلة لتطور الإعلام السعودي، من أجل النهوض مع التنمية الشاملة التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030.