الفن الطلائعي
أضاف مادين، أن المصمم يستفيد أيضا من جانب آخر وهو الجانب الفني، فالمصمم يتميز بأفكار وخيال إبداعي، فنجد أنه يجسد هذه الأفكار غير المتكررة والجديدة بهذه التصاميم مما يجعله أكثر تميزا ويخرج الطاقة التي بداخله. موضحا أن هناك فنونا متخصصة بالأزياء الغريبة ومنها ما يسمى الفن الطلائعي الطليعية أو الطلائعية أو الريادية ويسمى بالفرنسية (avant-garde)، وهي عبارة عن مصطلح أدبي يشير إلى الأشخاص أو الأعمال التجريبية أو المجدِّدة، تمثّل الخروج عن حدود المعيار الاجتماعي أو الوضع الراهن. ويعتمد على الخيال والإبداع أكثر من اعتماده على أن يكون شيئا ملبوسا.
البحّار جوتييه
تحدث مادين عن أبرز المصممين الخارجين عن المألوف ومنهم: جان بول جوتييه الذي أمضى نصف قرن في كسر التقاليد التي كانت تخنق الموضة الباريسية والعالمية، وتميز بعرضه الأخير والذي أحزن الكثير من عشاقه. حيث أعلن أن عرض الأزياء الراقية لربيع 2020 سيكون وداعه لمهنة امتدت 50 عامًا من الأزياء بشروطه الخاصة. وجعل منه عرضًا ختاميًا كبيرًا لا ينسى، قدم من خلالة ما يزيد على 200 مظهر،حيث افتتح عرضه بمجموعة من الأشخاص يرتدون اللون الأسود المتلثمين بقطعة من القماش بحمل تابوت وعندما يصلون إلى نهاية المدرج يفتح التابوت لتظهر لنا فتاة بفستان أبيض قصير.
واعتمد عدة أزياء بحرية مخططة بالأزرق (أزياء القباطنة)، لأن البحار هو شعاره خلال مسيرته. ونجد أن الصدرية المخروطية التي قام بتصميمها سنة 1984، عادت في عرضه الأخير والتي تعتبر من القطع الأيقونية لداره كما قدم أزياء بيضاء يرتديها رجل وامرأة للدحض الجندري (نقض التنميطات المتعلقة بالرجل والمرأة)، وأبرز أزياء من عدة ثقافات مختلفة منها الهندية والإفريقية. ولأن اللون الأزرق يمثل معاني العمق والثقة والحكمة والاستقرار والذكاء اعتمده في بعض الأزياء كلون أساسي، كما ظهر في عرضه عدة أزياء عسكرية جمعت ما بين الجرأة والإثارة.