يورد «الأكاديمي، وكيل الوزارة، السفير، الوزير» الدكتور ‏عبدالعزيز محيي الدين خوجة، 4 أسباب تشرح دوافعه خلف تدوين ‏شيء من مذكراته في كتابه «التجربة»، مستندا على عدة معانٍ لمفردة ‏‏«التجربة»، وفق المعجم، شادا القارئ إلى سيرة شخصية تتضمن ‏ملامح أمكنة وبشر، وملامسة لقضايا التحول الاجتماعي أولا في ‏مسقط رأسه مكة المكرمة، ثم في بقية العالم، وفي كل هذا من ‏‏«التجربة الثرية التي تقلب فيها ما بين الحقل الأكاديمي، والسلك ‏الدبلوماسي، والمجال الإعلامي، يؤكد بكل شفافية» أن اللقب القريب ‏إلى نفسه هو لقب «الشاعر»، لكنه رغم ذلك يغيب هذا الشاعر من ‏الكتاب، لافتا إلى «أن الأنسب إصدار سيرتي الشعرية في كتاب ‏مستقبل مستقبلا». ‏

بشارة سيد البن

حين كان خوجة في الخامسة من عمره، وقف «سيد البن»، أحد ‏الدراويش أمام دكان والده بالقشاشية في مكة المكرمة، وقال له: ‏«ابنك هذا سيقابل الملوك والرؤساء. يقول خوجة: اشتعل أبي فرحا ‏وتفاؤلا، وعاد بي إلى البيت ليبشر أمي، وجدي لأمّي، وبقية الأسرة، ‏ومنذ ذلك اليوم، وهو يشجعني في دروب سلكتها للدراسة والعمل، ‏وينتظر اليوم الذي يتحقق فيه ذلك الأمل». ‏ وهكذا يمضي خوجة في سرد شفيف، لجأ فيه لتقنية التقطيع الزمني، ‏تتداخل فيه طفولته ما بين حارات مكة ومقاهيها، وصيفيات الطائف، ‏مع مرحلة نضجه وعمله دبلوماسيا، مستعيدا اختيار الملك فهد له ‏لافتتاح أول سفارة سعودية في الاتحاد السوفيتي عام 1992، ليكون ‏أول سفير للسعودية هناك، وكيف شهد وعاش تجربة تفكك الاتحاد ‏السوفيتي إلى جمهوريات، وتحول روسيا الاتحادية عن الاشتراكية ‏إلى الرأسمالية، حسب تعبيره.

فنون مكة وحاراتها

‏«حياتي في مكة كانت حافلة، عامرة، معمرة، وجميلة»، هكذا يختم ‏خوجة تفاصيل طفولته، حتى وصوله نهاية المرحلة الثانوية، بسرد ‏وصفي سلس، يقدم صورة بانورامية عن الطبيعة الاجتماعية للحياة ‏المكية خلال حقبتي أواخر الأربعينات والخمسينات، ذاكرا أن «مكة ‏تميزت بتكافل اجتماعي واضح، فالغني محبوب والفقير مكفول، لأن ‏القوي والضعيف يحظيان بدعم الجميع، يشاركونه أفراحه وأتراحه. ‏الشهامة العربية الأصيلة تجدها في أهل مكة، فالجار والقريب ‏والصديق تجدهم حولك عن الحاجة. وحارات مكة تغار على نسائها، ‏وتحفظ أمنها، فالشباب ينتشرون ليراقبوا طرقاتها وساحاتها»، إلى أن ‏يصل بقوله «الكل أب ومسؤول، وقد يسافر رب الأسرة ويغيب ‏طويلا وهو يعلم أن الحارة كلها تهتم بأبنائه وترعاهم». ثم يمضي ‏خوجة متناولا الحياة الثقافية والفنية في مكة، مشيرا إلى أن أولى ‏صحف البلاد انطلقت منها، إضافة إلى أول إذاعة سعودية في جبل ‏هندي، وكيف استقى المكيون من فنون العالم الإسلامي وطوروها ‏واستوعبوها في فنونهم، لافتا إلى أن الإبداع شمل التجويد والأذان، ‏فقد كان الأذان في مكة والمدينة على مقام حجاز والرصد والسيكا، ‏والإبداع فيه أن كل أذان لصلاة يتميز عن الآخر، وله مقامه، ففي ‏أذان العشاء تشعر بأن المؤذن يودع اليوم كله.‏

أول وزير بمواقع التواصل ‏

في 14 فبراير أعلن تعيين عبدالعزيز خوجة وزيرا للثقافة والإعلام، ‏فودع السلك الدبلوماسي بعد محطات قضاها سفيرا في كل من تركيا، ‏موسكو، المغرب، لبنان، ويصف ذلك ساردا «كان يوما لا ينسى، ‏ففيه تغيير جذري لمسار حياتي، إذ تقرر أن أكون وزيرا لملك في ‏قامة عبدالله بن عبدالعزيز، وكان ذلك بالنسبة إليّ تحديا كبيرا». ومن ‏التحديات التي سردها خوجة، كارثة سيول جدة. كما لفت خوجة إلى ‏ظهوره كأول وزير عبر صفحة بالفيسبوك 2009، ويقول ‏‏«استثمرت فيسبوك وتويتر للكتابة في شؤون متعددة، بينها دعم ‏المبتعثين معنويا وتشجيعهم، باعتبار أنهم مشروع وطني واستثمار ‏الإنسان للمستقبل، وكذلك تغريدات في تجديد الخطاب الديني وإعلان ‏مواقف سياسية أرى أنها تمثل رأي المملكة في أحداث بعينها».‏

اغتيال لبنان

في أشد فصول الكتاب سخونة، تناول خوجة (تجربته) سفيرا في لبنان خلال عامي «2004 - 2009»، كآخر عهده بالسلك الديبلوماسي قبل توزيره. وهي فترة التحول التاريخية التي عاشها لبنان، بتحرره من الهيمنة السورية، وإحكام حزب الله قبضته على الحياة السياسية في لبنان، خاصة بعد حرب تموز 2006.

وعرج خوجة على اشتعال الخلاف بين رفيق الحريري وحزب الله بإيعاز من القيادة السورية، موضحا الوضع الشائك الذي شهده، بتوتر العلاقة بين رئيس الجمهورية حينها أميل لحود والرئيس الحريري قائلا «علاقتي لم تقتصر على جهة واحدة، فقد كان لبنان كله صديقا لي، ولذا انفتحت على جميع الجهات.

ويستمر خوجة مستعرضا دقائق وتفاصيل الحالة اللبنانية بتلك الفترة، وصولا إلى تلقي معلومات من مصادر أمريكية، فرنسية بريطانية، سعودية عن مخطط لاغتيال الحريري، ويقول «نصحناه بالخروج من لبنان، حتى تتضح الصورة، لكنه لم يستجب وقال كلمته الشهيرة «لبنان ليس فندقا»، وبعدها بأسبوع أغتيل عند مدخل فندق سان جورج». ثم يورد خوجة بتفاصيل مهمة تداعيات الاغتيال، التي أدخلت لبنان مجددا في حالة احتقان مازالت آثارها ممتدة لليوم.

عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة

- وزير الثقافة والإعلام الأسبق

- مواليد مكة المكرمة 1942م

- بكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا من جامعة الرياض

- دكتوراه في الكيمياء من جامعة برمنجهام - إنجلترا 1970م

من دواوينه الشعرية

- «حنانيك»

- «عذاب البوح»

- «بذرة المعني»

- «حلم الفراشة»

- «الصهيل الحزين»

- «ديوان عبدالعزيز خوجة»

- «مئة قصيدة للقمر»

تدوين تجربة تستفيد منها الأجيال

اعتزاز بتاريخ المملكة وقادتها وأبنائها

العرفان لكل من أولاه ثقته ودعمه ‏

التأكيد على حق المعرفة وضرورة الحوار
مناصبه

أستاذ الكيمياء في كلية التربية بمكة المكرمة

عميد ومشرف

عام على جامعة الملك عبدالعزيز «شطر مكة»

وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية

المدير العام لجهاز تلفزيون الخليج

رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية، والمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية

سفير المملكة في:

- تركيا 1986 - 1992

- روسيا الاتحادية 1992 - 1996

- المملكة المغربية 1996 - 2004

- لبنان 2004 - 2009