منذ الوهلة الأولى التي تنظر فيها إلى اللوحة الترويجية (البوستر) لفيلم «الجرذي» الذي كتبه وأخرجه فيصل العامر، وأنتجته «شركة تلفاز 11»، تستوقفك تلك الصرخة التي يطلقها بطل الفيلم ـ وقد تحرر من ملابسه ـ في وجهك، وتتساءل عن سرها، ولماذا أطلقها مدوية.

التساؤل المبكر، عزز تساؤلات كثيرة طرحها مشاهدو العمل حول الفيلم وإغراقه في الرمزية التي حيّرت المشاهدين، وبدا أن تفسير بعضها لم يصلهم، وهو ما أبرزته الشركة المنتجة بنشرها رأي أحد المشاهدين للفيلم على حسابها في انستغرام الذي ذكر أن كثيراً من الرمزية التي حفل بها الفيلم لم تصل للمشاهد ربما بالمعنى الذي أراده صانعو الفيلم (بادرت الشركة لاحقاً إلى حذف التعليق من حسابها).

وعلى الرغم من أن كثيرا من المتابعين ربطوا بين صرخة «الجرذي»، ولوحة «الصرخة» للفنان إدفارت مونك عام 1893، والتي جسدت صرخة لشخص واقف على جسر، تمثّل فيها الفزع بملامح خائفة، إلا أن صرخة «الجرذي» بدت أكثر تعبيراً عن التحرر والانطلاق، منها إلى التعبير عن الخوف والفزع.

Netflix تتصدى

تصدت Netflix لعرض الفيلم، مع سلسلة من خمسة أفلام سعودية أخرى، في تأكيد على أهمية هذه الأفلام، وكانت NETFLEX استحوذت عام 2019 على حق عرض الفيلم حصريا عبر شبكتها ضمن 6 أفلام قصيرة “ستة شبابيك في الصحراء” أنتجتها تلفاز 11 منذ 2016، وهو ما جعل الفيلم متاحا للمشاهدة في أكثر من 190 دولة حول العالم.

وتناول الفيلم الذي لعب بطولته زياد العمري، والممثل البحريني القدير عبدالله السعداوي، وعلي الكلثمي، قصة فهد الذي يمضي يومه الأخير باستحضار خوفه القديم من أبيه، وهو الخوف الذي حضر وكبُر مع البطل على هيئة رجل طاعن في السن يشبه أباه ويلازمه مثل روحه.

يدور فهد داخل حلقات من الخوف مثل «جرذ في دولاب»، ممثلا الخوف من الوهم، والخوف من الاختلاف، والخوف من الأقوى، والخوف من الخرافة، وحين حاول الخروج منها.. مات.

تصنيف

الفيلم تجريبي قصير، بُنيت لأجله ثلاثة مواقع تعكس رتابة حياة البطل ووحشة يومه، ويقول مخرجه «حاولت فيه أن أزور منطقة في الفن تعتمد على الرمزية».

وعلى الرغم من عرضه في مهرجان Montreal Festival du nouveau| FNC المعتمد من الأكاديمية البريطانية BAFTA ومهرجان Aesthetica Short Film Festival | ASFF المعتمد من أكاديمية الفنون والصور المتحركة “الأوسكار”، إلا أن الأصداء حوله تباينت، فقد علق أحد المهتمين السينمائيين قائلاً «كان إخراج الفيلم ممتازاً في ظل الفترة التي أنتج فيها».

وأضاف «الحلقة الأضعف في العمل كانت بطل الفيلم».

رمزية

انتقد رجاء المطيري إيغال الفيلم في الرمزية، وقال «استخدام الرمز في فيلم الجرذي طغى على الحكاية، حتى أصبح فيلماً مغلقاً، واستعصى على فهم كثيرين».

في المقابل، أبدى ماجد الثبيتي إعجابه باللمسات البصرية للفيلم والتي تمثلت في لقطات عدة لصور فنية فوتوجرافية مذهلة، ووصف إخراجها بـ»المتوازن ضمن حركة الكادر».

من جانبها، عبرت وسام الشهري عن سعادتها لإنتاج هذا النوع من الأفلام ضمن الأعمال السعودية، وقالت «كان فيلم الجرذي الأفضل بين السلسلة».

الجرذي

كتابة وإخراج

فيصل العامر

إنتاج

شركة تلفاز 11

تمثيل

زياد العمري

عبدالله السعداوي

علي الكلثمي

ضي سلطان

المنتجون المنفذون

علاء يوسف

علي الكلثمي

ميسيسبي إبراهيم

تصوير

عمر العماري