لكل مهنة أخلاقياتها، ولا شك أن العمل بالمجال الصحي يعد في المقام الأول عملاً إنسانياً ما يحتّم على الممارس الصحي الالتزام بأخلاق سامية تحفظ كرامة المريض بالصورة التي تضمن تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة؛ لأن الموظف الصحي قبل كل شيء صاحب رسالة وليس ممارس حرفة.

ولا شك أن المهن الصحية تمثل جزءاً لا يتجزأ من المبادئ الأساسية للإسلام، ومن هذه المبادئ الإحسان، فإن من أزكى الأعمال عند الله تعالى وأحبها إلى الرحمن وأعلاها شرفاً وأكرمها مروءة الإحسان إلى المريض والقيام على حوائجه وشؤونه، إذ يقول الله تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). ومن صور الإحسان إلى المريض حسن الإنصات له واستشعار معاناته والعمل على تلبية احتياجاته وتنفيذ حقوقه، فله كل الحق في معرفة كل تفاصيل حالته الصحية، وفي تلقي العلاج المناسب، وصون أسراره الطبية، والحصول على الرعاية الصحية اللازمة. الجوانب الأخلاقية في مجال الرعاية الصحية هي هدف وليس شعارا نسعى إليه لاسيما في ظل التطورات والتقدم الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة، فأخلاقيات العمل ذات أولوية وأهمية في كل مجال، لهذا يجب السعي إلى تحقيقها اتباعاً للأخلاقيات التي حثنا عليها ديننا الحنيف، فقد قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا).