تقول مؤسسة Carnegie للسلام الدولي، إن الفساد يمكن أن يخنق الجهود العالمية لمكافحة تفشي فيروس كورونا، كما حدث في تجربة مكافحة فيروس إيبولا، ولكن يمكن للحكومة الأمريكية اتخاذ إجراءات سريعة لمنع حدوث أسوأ النتائج. يتذكر أبيجيل بيلوز الباحث في المؤسسة أنه في ذروة تفشي وباء الإيبولا عمل الصليب الأحمر بشراسة لمكافحة مرض من شأنه أن يودي بحياة أكثر من 11000 شخص في غينيا وليبيريا وسيراليون، ولكن ما لم يكن معروفا في ذلك الوقت هو أن تفشي الفيروس كان يتفاقم بواسطة قاتل صامت هو الفساد.

فقدان ملايين

قدر الصليب الأحمر منذ ذلك الحين أن أكثر من 6 ملايين دولار من مساعداته فُقدت بفعل تزييف فواتير الجمارك واللوازم الضرورية والمدفوعات لعمال غير موجودين، ما يعني أنه من المحتمل أن تكون المساعدات الدولية الأخرى والميزانيات المحلية عرضة لتسرب مماثل، وتساءلت المؤسسة «هل سيهدر الفساد مرة أخرى حياة المواطنين في الاستجابة العالمية لوباء فيروس كورونا؟».

الفساد يزيد المرض

تقول المؤسسة إن تفشي فيروس كورونا الجديد يأتي في مسار تصادمي مع الفساد، ففي جميع أنحاء إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا، تم إضعاف أنظمة الرعاية الصحية بالفعل بسبب الكسب غير المشروع المزمن، مما يجعلها غير مجهزة للاستجابة لهذا النوع من الأزمات. ويرى الباحث أنه مع انتشار الفيروس، قد يُمنع المواطنون الذين لا يستطيعون دفع رشاوى من الوصول إلى الاختبارات والعلاج، مما يسرع من وتيرة العدوى ونطاقها، كما قد يخضع أولئك الذين يبقون في الحجر الصحي للرشوة للخروج، كما هو موثق في أزمة الإيبولا، وكما تم الإبلاغ عنه بالفعل هذا الأسبوع بين عابري الحدود من إيران إلى باكستان. إضافة إلى ذلك، ستواجه مشاريع المشتريات العامة الضخمة المتعلقة بفيروس كورونا مخاطر التواطؤ والاختلاس، خصوصاً في بلدان مثل كينيا حيث الإنفاق العام عرضة بالفعل للتحويل.

على الصعيد العالمي، تقدر الأمم المتحدة أن نسبة مذهلة من 10% إلى 25% من جميع العقود العامة تُفقد بسبب الفساد، وفقا لعدة دراسات، وأن هذا النوع من الفساد المنهجي يولد عدم ثقة عميقة بالحكومات، مما يقوض حتى المحاولات حسنة النية لنقل رسائل مهمة للصحة العامة.

استجابة الحكومة الأمريكية

يستدرك الباحث أنه لحسن الحظ، هناك خطوات يمكن للحكومة الأمريكية اتخاذها لتجنب أحلك السيناريوهات، إذ توجد في الكونجرس حالياً أربعة مشاريع قوانين معلقة من شأنها توسيع إجراءات الولايات المتحدة ضد الفساد في الخارج. كما يجب أن تؤكد السلطة التنفيذية على مخاطر الفساد في استجابتها الدولية للوباء، إذ نجد أن من بين 37 مليون دولار من المساعدات الجديدة التي أعلنت عنها وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (USAID) مؤخرا، لا يبدو أن أيا منها تستهدف تعزيز الإدارة المالية لأنظمة الرعاية الصحية منخفضة السعة التي ستغمرها المساعدات الدولية قريبا.

إن معالجة هذه الفجوة أمر حيوي، فإلى جانب المشاركة الدبلوماسية للضغط من أجل الشفافية العامة، والإشراف القوي على عمليات الشراء، يجب تعزيز المساءلة لمكافحة الرشوة المحلية، وحماية المبلغين عن المخالفات، كما يجب أن تدعم المساعدة الأمريكية أيضا المجتمع المدني والمنظمات الإعلامية في مراقبة أداء الحكومة، وبناء تحالفات جديدة، لتحدي أساليب الفساد. لم يفت الأوان بعد للعمل، ففي البلدان الأشد فساداً، لم يتفش فيها فيروس كورونا بعد، لكن الفيروس يتحرك بسرعة، ويمكن العمل سريعاً في الولايات المتحدة لتطبيق دروس أزمة الإيبولا، وإنقاذ ملايين الأرواح في العام المقبل.

ما هي تجارب إيبولا

تفشي الفيروس كان يتفاقم بواسطة قاتل صامت هو الفساد

فقدان 6 ملايين دولار من مساعدات الصليب الأحمر

تزييف فواتير الجمارك واللوازم الضرورية لعمال غير موجودين

يُمنع غير القادرين على دفع رشاوى من الاختبارات والعلاج

يلجأ المحتجزون في الحجر الصحي للرشوة للخروج

تواجه المشتريات الضخمة المتعلقة بالفيروس مخاطر الاختلاس

ماذا يجب القيام به لمحاربة الفساد

المشاركة الدبلوماسية للضغط من أجل الشفافية

الإشراف القوي على عمليات الشراء

المساءلة لمكافحة الرشوة المحلية

حماية المبلغين عن المخالفات

دعم المجتمع المدني والإعلام لمراقبة الحكومة

بناء تحالفات جديدة لتحدي الفساد