بعد قرار تعليق الحضور بمقرات العمل الحكومي في المملكة، وجهت العديد من الجهات والشركات والمؤسسات موظفيها منذ الشهر الماضي بالعمل عن بعد لتحل التقنية الحديثة بديلاً عن العمل التقليدي داخل المباني الذي اعتاد عليه الموظفون والموظفات لسنوات طويلة.

دور المعلم

أشار عدد من أولياء الأمور إلى أن الأزمة كشفت الدور الكبير الذي يقوم به المعلمون والمعلمات الذين تركوا فراغاً بعد إغلاق المدارس، حيث كانوا يقومون باحتواء الطلاب والطالبات لأكثر من 6 ساعات يوميا، ويتابعون شرح الدروس وحل الواجبات ومساعدة الطلاب المتعثرين وتخليص أولياء الأمور من عبء المتابعة اليومية. وأكدوا أنهم حتى الآن لم يستوعبوا التعليم عن بعد، حيث لا يستطيعون التواصل المباشر مع المعلم الذي يشرح الدروس عن بعد، كما يجدون صعوبة في متابعة أبنائهم على المنصات المتعددة للتعليم بين قنوات تلفزيونية ويوتيوب ومواقع وتطبيقات تعليمية ومواقع المدارس الأهلية، عطفاً على كثرة الحصص اليومية لكل طالب وطالبة فمن لديه 5 أبناء مثلاً يحتاج إلى متابعة أكثر من 25 حصة يومية، عطفاً على عدم توفر أجهزة كافية في المنازل لبعض الأسر غير المقتدرة، كما أن بعض أولياء الأمور أميون لا يستطيعون متابعة تدريس أبنائهم، إضافة لمشاكل الإنترنت في بعض المناطق النائية، وشددوا على أن التعليم عن بعد كتجربة جيدة، خاصة، وأن وزارة التعليم وفرت خيارات متعددة لاستمرار التعلم عبر منصاتها، واقترحوا هيكلة المناهج واختصارها وتوجيه الطلاب نحو التخصص الدقيق مبكرا.

الموظفون يرحبون

أكد موظفون أن العمل عن بعد أزاح عنهم الكثير من العبء اليومي الذي يبدأ بالازدحام المروري عند ذهابهم إلى مقر أعمالهم وعند عودتهم لمنازلهم عصراً، وتوفير استهلاك الوقود وأجور التوصيل لمن لا يملكون مركبات، إضافة للراحة النفسية عندما يعملون من منازلهم، إلى جانب سرعة إنجاز المعاملات الإلكترونية، كما يتيح العمل عن بعد رصدا دقيقا للموظف الذي يعمل ويبدع، ويكشف قدرات الموظفين وتكاسلهم، ويساهم في ضبط الأداء، وأشاروا إلى أن من سلبيات العمل عن بعد إعطاء الصلاحيات لبعض المسؤولين والموظفين الكبار مما يعطل العمل لدى الموظفين الآخرين إلى حين أن يعود صاحب الصلاحية ويقوم بأدواره.

تفعيل التقنية

قال مدير محفظة مشاريع مركز التدريب عن بُعد بمعهد الإدارة العامة محمد الحميدي السبيعي لـ»الوطن» إن «المركز منذ فترة يستخدم التقنية لتيسير مهامه، من خلال عقد الاجتماعات عن بُعد، وتفعيل المراسلات بواسطة الإيميلات، وتخزين الملفات في المجلدات المشتركة داخليًّا، وفي مواقع التخزين السحابية على الإنترنت، والاستفادة من خدمة «whatsapp»؛ وإن أيًّا من منسوبي المركز يستطيع تنفيذ مهامه ومتابعتها من خارج مقر العمل».

أمن المعلومات

قالت عضو الجمعية السعودية لأمن المعلومات «حماية» المتخصصة في الدعم الفني عن بعد، أبرار الرفاعي «إن البرامج المتعلقة بالتواصل عن بعد تكشف جزءا من خصوصيتنا قد لا نرغب أن يطلع عليها الآخرون، مثل المجلدات الخاصة على الجهاز المستخدم في التواصل أو قد تكون خصائص البرنامج معدة مسبقاً (تلقائياً) على فتح الكاميرا أو الصوت والموظف والموظفة لا يعلمون بذلك».

اختيار هادئ

نصحت الرفاعي ممن يتطلب عملهم دخولهم على برامج الاجتماعات عن بعد أن يتم اختيار مكان بعيد وهادئ في المنزل حتى يكون هناك خصوصية. واستخدام سماعات الأذن للحفاظ على السرية، إضافة لأهمية التعرف قبل بداية البث على طريقة استخدام التطبيقات والبرامج التي قد تفتح تلقائياً، وكيفية التحكم في الكاميرا والمايك ومشاركة سطح المكتب إذا كان البث يتطلب ذلك أو إغلاقها التام كخيار مفضل. وأن يكون الاتصال خاصا والبعد عن استعمال الشبكات العامة المفتوحة لأنها قابلة للتجسس والاختراق. وطالبت الرفاعي الأقسام المعنية بالإعداد للاجتماع أن تقدم للمستفيدين رسائل وإرشادات وتحذيرات ككيفية استعمال التطبيقات والبرامج وطرق المحافظة على الخصوصية والحرص على مشاركة الدعم الفني.

الموظفون

أزاح عنهم الكثير من العبء اليومي الذي يبدأ بالازدحام المروري

توفير استهلاك الوقود وأجور التوصيل لمن لا يملكون مركبات

الارتياح النفسي حينما يعملون وهم داخل منازلهم

سرعة العمل وإنجاز المعاملات الإلكترونية

يتيح العمل عن بعد رصدا دقيقا للموظف الذي يعمل ويبدع

يكشف قدرات الموظفين وتكاسلهم

إعطاء الصلاحيات لبعض المسؤولين والموظفين الكبار مما يعطل العمل

أولياء أمور الطلاب

كثرة المواد والحصص اليومية لكل طالب وطالبة

عدم توفر أجهزة كافية في المنازل لبعض الأسر غير المقتدرة

هناك أميون لا يستطيعون متابعة تدريس أبنائهم

مشاكل الإنترنت في بعض المناطق النائية